دعا أكثر من 300 عضو من حزب العدالة والتنمية؛ بينهم قياديون، إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب. جاء ذلك في بيان يحمل تلك التوقيعات، من طرف المنتمين إلى الحزب، بعد مبادرة أطلقها أعضاء من الحزب وشبابه تحت اسم "النقد والتقييم" قبل أيام. وأكد البيان "ضرورة انعقاد مؤتمر استثنائي، باعتباره خيارا ثابتا لا محيد عنه". وأوضح أن مبادرة "النقد والتقييم" فرصة لتصحيح أخطاء الماضي "ولم شمل أبناء الحزب الواحد، وتعزيز ارتباطهم به بعد أن انسحب البعض منهم، ونقص حماس البعض الآخر مع توالي الهزات العنيفة التي عرفها الحزب منذ إعلان حكومة ما بعد البلوكاج إلى اليوم". والبلوكاج حالة أطلقها الشارع السياسي المغربي عند تعثر ولادة حكومة عبد الإله بن كيران الثانية عام 2016. واعتبر البيان أن "هذه المبادرة تعتبر طوق نجاة قد تساعد الحزب على تجاوز لحظاته العصيبة التي مر منها، وتضميد جراح الماضي". وأشاد البيان بإدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني للحزب على تفاعله الإيجابي مع المبادرة. ولفت إلى أن "عدد التوقيعات على المبادرة تجاوزت 300 توقيع، مع تسجيل ارتفاع عدد الموقعين من أعضاء المجلس الوطني للحزب وأعضاء اللجنة المركزية للشبيبة، بالإضافة للعديد من القيادات الإقليمية والجهوية". وأشاد البيان ب"الخطوة التي أقدم عليها بعض أعضاء المجلس الوطني من خلال مراسلة رئيس المجلس لطلب إدراج نقطة الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي في جدول أعمال دورة المجلس المقبلة". ودعا البيان بقية أعضاء المجلس للإقدام على نفس الخطوة. ويتطلب انعقاد مؤتمر استثنائي تصويت ثلثي أعضاء المجلس الوطني للحزب الذي يعد بمثابة برلمان الحزب. وفي حالة انعقاد المؤتمر سيتم إجراء انتخابات لتعيين أمين عام جديد للحزب أو التمديد لسعد الدين العثماني الأمين العام للحزب (ورئيس الحكومة) لولاية ثانية. يشار أن الموعد الطبيعي للمؤتمر العام للحزب عام 2021. وعيّن الملك محمد السادس، في 17 مارس 2017، العثماني رئيسا للحكومة، خلفا لبنكيران الذي لم ينجح على مدار أشهر في تشكيل الائتلاف الحكومي. وضمت حكومة العثماني أحزابًا كان بنكيران يرفض دخولها للتشكيلة الوزارية، ويعتبرها سبب "إفشال" تشكيل الحكومة بقيادته. ومنذ تشكيل الحكومة يعاني الحزب من خلافات حادة بين قيادته، لاسيما مع رفض برلمان الحزب، في نونبر الماضي، مقترحا لتعديل نظامه الداخلي، بما يسمح بترشح بنكيران لولاية ثالثة على رأس الحزب. وأطلق الحزب حوارا داخليا لتجاوز الخلافات بين أعضائه يونيو من 2018. وراهن الحزب على الحوار الداخلي لتجاوز خلافاته التي تخرج للاعلام بين الفينة والأخرى، كان آخرها مطلب قيادي بالحزب بتقليص مشاركة الحزب بالانتخابات ، قوبل بالرفض من طرف قياديين آخرين