تقدمت مدينة شفشاون ، على مدينة باريس الفرنسية في تصنيف جديد أعلنت عنه مجلة “كوندي ناست ترافلر” الأميركية، حول ترتيب أجمل المدن في العالم. واعتمدت مجلة السفر الدولية المرموقة في تصنيفها على معايير المعمار والفن والموقع الاستراتيجي والطبيعي لاختيار أجمل المدن في العالم. واحتلت مدينة شفشاون، مركز سادس أجمل المدن في العالم، فيما تصدرت مدينة البندقية الإيطالية المركز الأول عالميا، متبوعة بمدينة هونغ كونغ في المرتبة الثانية، ومدينة إسطنبول التركية في المرتبة الثالثة، فيما حلت مدينة نيويورك في المرتبة الرابعة وكانت المرتبة الخامسة من نصيب العاصمة البريطانية لندن، فيما حلت عاصمة الأنوار باريس في المرتبة السابعة في التصنيف. كما حلت مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية في المركز الثامن بينما حلت مدينة أمستردام الهولندية في المركز التاسع تليها مدينة سانبترسبورغ الروسية. وأطلقت بوابة “كوندي ناست ترافلر” التي تغطي مواضيع السفر والطعام الراقي منذ سنة 1987، على مدينة شفشاون اسم “اللؤلؤة الزرقاء”، وقالت إنها تتميز بهدوء ساحر ويعطي انطباعا لسكانها وزائريها بالسكينة والطمأنينة. وأضافت أن سكان المدينة المغربية الواقعة على مرتفعات سلسلة جبال الريف، لا يزالون يحافظون على الحياة التقليدية البسيطة، حيث تشبه أزقتها الضيقة المتاهة الممتعة التي تشكلها محلات الحرفيين وصناع المنتوجات التقليدية بعيدا عن صخب المدن الكبرى. ويكمن عامل الجذب الأساسي لمدينة شفشاون التي يطلق عليها البعض اسم “غرناطة الصغيرة” لتاريخها العريق والطابع الأندلسي الذي تتسم به، في بساطتها الشديدة المقترنة بأزقتها الضيقة وأحيائها العتيقة واللونين الأزرق والأبيض اللذين يصورانها كسماء ممتدة. ويتداول سكان المدينة رواية تلخص سر اللون الأزرق المميز للمباني تقول “إن الناس يصبغون بيوتهم باللون الأزرق كرمز للسلام والتسامح وذلك بعدما احتضنت المدينة اليهود والأندلسيين والمورسكيين الذين تركوا ديارهم. ويولد هذا اللون لدى الزائر شعورا بالهدوء وإحساسا لا إراديا بالانتماء”. ويتوافد السياح المغاربة والأجانب على شفشاون للاستمتاع بالوجبات اليومية من المطبخ المغربي، ففي مطعم “كازا حسن” أو “دار حسن”، تفوح روائح أطباق الكسكسي المغربي والمشاوي على الفحم، تسهر يوميا على طبخها نسوة مدينة شفشاون، ويترأسهن طباخ محترف. وتقدم “اللؤلؤة الزرقاء” نوعا جديدا من السياحة في المغرب، ويواصل نجمها في الصعود وفي إثارة انتباه شباب من قارات العالم، فبميزانية متوسطة يمكن للسائح أن يحصل على غرفة جميلة الترتيب وأنيقة، بديكور يجمع التقليدي مع العصري. وبحسب القائمين على فنادق وإقامات شفشاون، فإن السياح التقليديين القادمين من فرنسا وأسبانيا، أصبح احتكارهم للمدينة، من الماضي، حيث أصبحت المدينة العريقة وجهة مفضلة لدى الكنديين والأستراليين والأميركيين واليابانيين والكوريين في السنوات الأخيرة. وكان الاسم الأصلي للمدينة “أشّاون” أي القرون بالأمازيغية، في إشارة إلى قرون الجبل، ثم أضيف لها مفردة “شف” يعني “أنظر” إلى قرون الجبل. وتنتظر المدينة الهادئة التي تقام فيها العديد من المهرجانات والملتقيات الثقافية والفنية الدولية، الحصول على اعتراف من منظمة اليونسكو يصنفها كتراث عالمي للإنسانية.