يواجه أربعة من الباعة المتجولين، الذين تم توقيفهم ، ليلة الثلاثاء الأربعاء، من طرف قوات الأمن بمنطقة "بني مكادة"، تهما تتعلق بالعصيان واحتلال الملك العام وتعريض قاصر للخطر، وذلك على خلفية احتجاج نفذوه في الشارع العام، للمطالبة بالاستفادة من محلات بسوق القرب بحي "أرض الدولة". وانطلقت اليوم الخميس، بالمحكمة الابتدائية بطنجة، أولى جلسات محاكمة المتهمين الأربعة، الذين كانت القوات العمومية قد اعتقلتهم أثناء تدخل لها لفض وقفة احتجاجية نظموها إلى حدود ساعة متأخرة من الليل، ما أدى إلى عرقلة حركة السير على مدى ساعات طويلة، وسط تهديدات من طرفهم بحرق ذواتهم، بالرغم من أنهم كانوا مرفوقين بأطفالهم وأفراد من أسرهم. وتزامنا مع الجلسة الأولى للمحاكمة، احتشد عدد من أسر المعتقلين الأربعة، في وقفة احتجاجية قبالة مبنى المحكمة الابتدائية، للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم، والاستفادة مما يعتبرونه حقهم في محلات تجارية بالسوق المنتظر افتتاحه نهاية هذا الأسبوع، من أجل الاستعانة به على تدبير لقمة العيش، بعد إخلاء السلطات المحلية للشارع العام، حيث كانوا يزاولون مهنة البيع الجوال. وعمد المحتجون، خلال هذه الوقفة، إلى وضع كمامات صفراء على أفواههم، تعبيرا منهم عن رفضهم لما يصفونه ب"الاعتقال التعسفي" لذويهم، وهو الشعار الذي أبرزوه على متن لافتات قاموا برفعها مرفقة بصور للملك محمد السادس خلال ذات المظاهرة، وكانت السلطات المحلية، قد قررت منذ الساعات الأولى ليوم الاثنين الماضي، إنهاء أي شكل من الأنشطة التجارية غير المهيكلة بالشارع العام، سواء على مستوى شارع "مولاي علي الشريف" أو شارع "مولاي سليمان"، الذين ظلا على مدى عدة سنوات تحت السيطرة المطلقة للباعة المتجولين، ما كان يؤدي في كثير من الأحيان إلى قطع حركة السير. وأثارت عملية توزيع المحلات التجارية بسوق القرب "أرض الدولة"، ردود أفعال مختلفة في صفوف سكان المنطقة والباعة المتجولين، حيث تتهم فئة من المواطنين رجال السلطة المحلية وأعوانها، بحرمان ممتهنين للبيع في الشارع العام، من حقهم في المحلات التجارية، في الوقت الذي استفاد فيه أشخاص من هذا الامتياز رغم أن نشاطهم في المنطقة لم يتعدى سوى بضعة أسابيع. من جانبهم، يؤكد سكان المنطقة، أن ظاهرة احتلال الملك العام على مستوى ساحة "تافيلالت" المتواجدة بشارع "مولاي سليمان"، قد عرفت استفحالا كبيرا خلال الأيام الأخيرة قبل ترحيل "الفراشة" المستفيدين من عملية إدماجهم في السوق المهيكل، عن الشارع، وذلك بسبب وفود أشخاص جدد، جلهم غرباء عن المنطقة والمدينة، يسعون للحصول على محلات تجارية.