رُفع الستار يوم مساء أمس الأربعاء ،عن فعاليات مهرجان بصمات فنون المدينة،بعاصمة الشمال طنجة،شارك فيه نخبة من المهتمين بالمجال الثقافي والفني،قدموا من مختلف مدن جهة طنجةتطوانالحسيمة. وحضر فعاليات المهرجان المندوب الجهوي لوزارة الثقافة، والمندوب الجهوي لوزارة الإتصال،ونائبة عمدة طنجة، وثلة من المثقفين والفنانين والصحفيين. وأعطى خليل الدامون رئيس منتدى الفكر والثقافة والإبداع بطنجة، وهي الجهة المشرفة على تنظيم المهرجان،إشارة الإنطلاقة الفعلية لبرنامج هذا العرس الثقافي، في حفل الإفتتاح الذي عرف هذا العام دورته الثالثة.وأطلق المنظمون على هذه الدورة،إسم الصحفي محمد المريني،وإختاروا مدينة العرائش ضيفة الشرف. وقال خليل الدامون، إن المهرجان يملك رسالة خاصة ومغايرة عن باقي المهرجانات الأخرى.ذاكرا أنه مهرجان ثقافي بإمتياز، حسب المفهوم الذي سطره البيان التأسيسي للمنتدى،والقائم على تبني ونشر ثقافة التسامح والحوار، وإحترام الرأي الآخر. مشيرا إلى أن من أساسياته، هو الانفتاح على كل المكونات،والآراء الهادفة المؤمنة بالفكر الخلاّق والإبداع الراقي، الذي يستند على نبذ كل ما له علاقة بثقافة الانغلاق والكراهية. وأضاف الدامون في كلمته الافتتاحية، أن فلسفة منتدى الفكر والثقافة والإبداع بطنجة، تسير في اتجاه التعددية والاختلاف،في انسجام تام مع هدفه الذي يروم إلى تأسيس ثقافة المدينة الحداثية، خ ;لق سبل التواصل بين طنجة وكل المدن المحيطة بها. وأوضح الدامون،بأن المهرجان سبق له أن استضاف في الدورة السابقة مدينة الناظور، فيما إختاروا هذه السنة الجارة الجنوبية مدينة العرائش، " الضاربة في التاريخ والمعطاءة برجالها وفنانيها ومثقفيها " على حد تعبيره . وزاد قائلا " إن المهرجان بقدر ما هو ثقافي وهادئ بإمتياز، بقدر ما يستضيف شخصيات للحوار والنقاش حول قضايا أساسية، تشغل الرأي العام المحلي والوطني". وتابع الدامون بأن الدورة السابقة للمهرجان،ناقشت الثقافة في زمن الأزمات،فيما ستطرح هذه السنة،" ثقافة الصورة التي سيطرت على وعي الناس بكيفية مطلقة ". موضحا أن العديد من السينمائيين والفنانين والأدباء، وفنانين تشكليين ضيوف المهرجان،سيتناولون قضايا وإشكالات تطرحها الصورة على المستوى الثقافي والإجتماعي والإقتصادي،طوال أيام 20 إلى 23 أبريل من عمر المهرجان. أما نائبة عُمدة طنجة، فأعلنت عن دعم الجماعة الحضرية لطنجة لهذا المهرجان الذي إعبترته من المحطات الثقافية التي تساهم في تحسين جودة العمل الثقافي في مدينة طنجة. معتبرة إياه يرسخ الاعتراف بالأسماء التي ساهمت في المجال الفني والثقافي والإعلامي في المنطقة، " التي وضعت بصمات مشهودة في تاريخ الفن والتاريخ ". العربي المصباحي المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بعمالة طنجةأصيلة، فذكّر المنظمين والحضور، بالعلاقة العاطفية التي تربطه بمدينة العرائش،التي تم إختيارها هذه السنة ضيفة على المهرجان. وأعلن المندوب عن إفتخار المندوبية لوزارة الثقافة لمثل هاته الفعاليات الثقافية،التي "تكرم مدينة غالية علينا،ولديها اعتبار للمدة الطويلة التي إشتغلت فيها، وكذلك لكونها موردا للموروث الثقافي والحضاري الغني، بدءا بحوض اللوكوس وواديه، الذي يحرس مدينة ليكسوس الأثرية،وأمجاد أنطيوس،وحدائق الهسبريديس أوالتفاحات الذهبية. من جهته اعتبر الشاعر والكاتب،محمد عابد منسق المهرجان،بأن إستضافة مدينة العرائش ثقافيا، يشكل فكرة أصيلة ومميزة،خصوصا يضيف عابد أن مدينة طنجة تعتبر بوابة يمكن من خلالها أن يعاد للشأن الثقافي إعتباره وقيمته." بحكم أن طنجة،هي بوابة الشمال، الأمر الذي يؤهلها لأن تكون مركزا ثقافيا لكل مدن الجهة ". معتقدا أن هذه المبادرة ستكون لها تبعات،من خلال بناء جسر التواصل والمحبة بين مثقفي العرائشوطنجة. في غضون ذلك تم عرض شريط وثائقي، يؤرخ لمختلف مراحل الصحفي محمد المريني. وقُدمت فيه شهادات عن مساره الطويل في الصحافة الجهوية،نقلها أناس عايشوه عن قرب،من بينهم زملائه وجيرانه وزوجته، وكذا طلبته في أحد معاهد الصحافة. الجدير بالذكر فان الفقرة الصباحية للمهرجان،عرفت تنظيم ورشة للتصوير الفوتوغرافي، من تأطير جعفر عقيل، أستاذ بالمعهد العالي للصحافة. فضلا عن معرض للصور الفوتوغرافية،يجول في أعماق تاريخ مدينتي طنجةوالعرائش، برواق المعارض، بمندوبية وزراة الثقافة،وكذا معرض عن الكاتب الفرنسي، دفين المقبرة الإسبانية بالعرائش، "جون جونيه"، قدمه الشاعر إدريس علوش. وعرفت فعاليات المهرجان في المساء، تقديم جوق مشاعل والفنانة الموسيقية إيمان بنيحي،وصلات غنائية أطربت الحضور، ونقلتهم للزمن الجميل لللموسيقى العربية والمغربية الأصيلة. ولم ينس منظمو المهرجان،دعوة الحضور إلى الوقوف،وقراءة الفاتحة على روحي الفنان المسرحي والسينمائي العربي اليعقوبي، والفنان محمد العربي العوامي.