يقوم أستاذ ياباني والوفد المرافق له،بزيارة عمل لمدينة العرائش.وزار الوفد على وجه الخصوص، ميناء المدينة والمعهد البحري.وقدّم البروفيسور أوسامو بابا،أستاذ علوم التكنولوجيا البحرية بجامعة طوكيو،محاضرة يوم الأربعاء 6 أبريل،بمدرجات معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش،حيث طرح فيها عصارة التجربة اليابانية في مجال قطاع الصيد البحري وإدارة الموانئ. واللقاء يدخل في إطار الدورات التدريبية والتكوينية،التي ينظمها المعهد البحري بالعرائش،لفائدة طلبة مغاربة وأفارقة،ينتمون لأحد عشرا بلدا من إفريقيا جنوب الصحراء.ويسعى المعهد من خلاله ،إلى تقوية قدرات الصيادين حول مخطط الحفاظ على الثروات البحرية،من خلال بناء منشئات عصرية، وتطوير آليات التكوين والتدريب،والإهتمام بجانب الجودة والمعايير الصحية التي تستجيب للمعايير الدولية. وعلى هامش المحاضرة، أدلى البروفيسور الياباني أوسامو بابا بتصريح،خص به الجريدة الإلكترونية طنجة24،عبّر فيه عن إندهاشه للمستوى المتميز لميناء مدينة العرائش، ولمختلف المرافق التي يتوفر عليها.وأضاف بأن الزيارة التي يقوم بها، هي الأولى له للعرائش وللمغرب،ما جعله منبهرا لما وجده في ميناء هذه المدينة . وعن أهم الخلاصات التي قدمها للحضور الذين غصّت بهم جنبات المعهد البحري،قال البروفيسور بابا،"حاولت أن أرسل رسالة، حول ضرورة وأهمية تطوير قدرات تسيير الميناء،والتي ستساعد لا محالة في تطوير قطاع الصيد في المنطقة ". وكشف بأنه إنبهر للمستوى المتقدم لأنشطة الصيد،الموجودة في ميناء العرائش.مؤكدا أنها مُختلفة ومتطورة،بالمقارنة مع بعض موانئ الدول الإفريقية التي زارها. وأعلن الزائر الياباني عن طموحه لكي يصل مستوى ميناء العرائش،لما هو عليه الأمر في موانئ اليابان.وأضاف " أنا متطلع لتقوية التعاون بين بلدي اليابان، والمغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء". وكان البروفيسور أوسامو بابا، قد تحدث في محاضرته،بمعهد تكونولوجيا الصيد البحري،عن وجود ثقافة تجمعات الصيادين في بلاده،التي تُميز منطقة مينائي طوكيو ويوكوهاما.وأشار إلى الكيفية التي تطورت فيها،من مرحلة التجمعات البسيطة والمنعزلة، إلى مرحلة تتميز بالفاعلية، بعد أن إستفادت هذه التجمعات، من دعم حكومي، أهلها لتحسين طرق الصيد،والإستعانة بأساليب متطورة، ساعدتها على تطوير الإنتاج وتجويده. وأورد ذات المتحدث، مثالا آخر،عن حوض شيبا SHIBA البحري، والذي يعتبر من أهم الموانئ القريبة من العاصمة طوكيو،حيث بذلت الحكومة اليابانية، جهدا كبيرا لتطويره.ويتمز ميناء شيبا بنظامه الداخلي الدقيق والمُتقن،حيث يتم تنظيم جميع مراحل صيد المنتوج السمكي،وتقسيمه حسب الحجم والنوع،ثم يتم تعليبه وتلفيفه وتحويله إلى الأسواق الكبرى، ليتم إعادة توزيعه على مختلف أسواق اليابان، طريّا وذو جودة عالية. البروفيسور الياباني قدم أيضا للحاضرين، شروحات مطولة عبر الفيديو، حول مختلف المراحل التي مرت خلالها تجمعات الصيادين اليابانية، في منطقة ميناء شيبا SHIBA،حيث تتوفر على خبرة في الميدان،منذ سنة 1975.وإنعكست على طرق الصيد وتنويع المنتوج.وذكر أيضا إنتشار ثقافة صيد الطحالب،وسمك النونة والقريدس والقمرون بمختلف أحجامه. وأظهر للحضور، مختلف الأدوات التقنية الحديثة التي تستعمل في الصيد،يكون الهدف منها تزويد السوق المحلي بإحتياجاته من المنتوج السمكي، لكن مع الحرص على الحفاظ على البيئة والعناية بالكائنات البحرية من الإنقراض. وفي هذا الصدد أظهر عبر الفيديو أحجام الشباك والأدوات اللولبية التي تتميز بعيون واسعة، تحمي صغار السمك من السقوط في الشراك، ومن خلال هذه العملية يتم تثمين المنتوج السمكي وحمايته من الإنقراض . وحسب إدارة المعهد،فإن الإتفاقيات الجارية بين اليابان والمغرب على مستوى الصيد البحري،تدخل في إطار تأمين نقل التكنولوجيا بين اليابان والمغرب، من خلال التعاون بين دول شمال جنوب، وجنوب جنوب،وكذا تقوية القدرات المؤسساتية والمؤهلات البشرية للبلدان المستفيدة في المجالات المستهدفة. ويستفيد كذلك العشرات من الطلبة المغاربة،ومن إفريقيا جنوب الصحراء،من دروس وتداريب تقدم لهم في معهد تكنولجيا الصيد البحري بالعرائش،ومعاهد أخرى في المدن الساحلية للمملكة،بدعم كامل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA.