تنبسط ساحة "إسبانيا" بمدينة طنجة، على مساحة واسعة في حلة جديدة، هي ثمرة أسابيع طويلة من أشغال التأهيل خضع لها هذا الفضاء الذي يكتسي قيمة أثرية وتاريخية بارزة في صفحات "عروس الشمال". فهذه الساحة المحاذية لميناء طنجةالمدينة، هي واحدة من بين المساحات التاريخية التي تستقبل السياح الأجانب فور وصولهم عبر البواخر السريعة والعابرات السياحية للميناء. أشغال ترميم الساحة التي كانت مسرحا لعدد من الأحداث التاريخية منذ عقود، شملت كامل المساحات المطلة على ميناء طنجةالمدينة ومحطة القطار القديمة إلى جانب بناية ريتشهاوسن التاريخية، وذلك في إطار إعادة تأهيل المدينة القديمة تبعا للمشروع الملكي، الذي انطلق منذ سنوات عبر تأهيل ميناء طنجةالمدينة الترفيهي. ومن شان هذه الأشغال التي أفرزت حلة جديدة لهذا الفضاء التاريخي، ان يعزز الجاذبية السياحية لمدينة طنجة، وأن يساهم في تحفيز انطلاقة جديدة للانشطة التجارية والخدماتية التي تأثرت سلبيا جراء تفشي جائحة "كورونا". وهذا ما يعبر عنه "محمد العربي"، احد المهنيين المشتغلين في الأنشطة التي يعج بها محيط هذه الساحة. "أصبحت الساحة في غاية الجاذبية وستسفيد منها المقاهي والمطاعم والمتاجر المجاورة"، يتحدث العربي عن الانعكاسات الإيجابية لتاهيل ساحة إسبانيا على الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة. على أرصفة تم تهيئتها بعناية كممشى للراجلبين وكراسي لاستراحة العابرين والمتزهين، تستعيد ساحة "إسبانيا" رونقها الذي افتقدته لسنوات طويلة، لتوفر بذلك فضاء مثاليا لسكان طنجة وزوارها من المغاربة والأجانب. "الأشغال التي تم القيام بها في الساحة ستزيح التهميش عن هذا الفضاء وبالتالي ستساهم في دعم الحركة السياحية التي توقفت جراء انتشار فيروس كورونا"، يورد أحد المقاولين المعهود إليهم أشغال تأهيل هذا الفضاء العمومي. وعلى مسافة قصيرة، يبدو مشهد بنايات "الريتشاوسن"، الممتدة على مسافة من البحر والمصطفة بشكل هندسي له طابعه الخاص والمكسوة بألوان ذهبية تجلب الأنظار وترتح الأبصار، وفخامة توحي بفترة عظيمة عاشتها مدينة البوغاز. وقد أخذت هذه البنايات اسمها من رجل أعمال ألماني يدعى (Adolf Renschhausen). كان مهتما بالتطوير العقاري البحري وكان يستثمر بشكل كبير في البلدان النامية وخاصة في المناطق الشاطئية، حيث تعاقد مع الحكومة المغربية من أجل إصلاح وبناء المرسى ما بين سنة 1905 و 1908.