في واحدة من لقاءاتها الفكرية المتنوعة التي تنظمها جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في دورتها ال 26 ضمن فعاليات منتدى أصيلة الثقافي الدولي، انطلقت بمدينة أصيلة أشغال ندوة حول موضوع " الصناديق الخليجية والتنمية البشرية المستدامة"، بمشاركة مجموعة من الخبراء والاقتصاديين من المغرب والكويت وعدة بلدان عربية. وتأتي هذه الندوة في سياق الاحتفاء بدولة الكويت التي تشارك في فعاليات دورة هذه السنة من منتدى أصيلة، كضيف شرف، وأيضا باعتبارها بلدا رائدا في ما يخص صناديق التنمية المستدامة، حيث قامت دولة الكويت بعد استقلالها سنة 1961 بإطلاق أول صندوق عربي للتنمية.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إن هذه الندوة لها أكثر من مبرر فكري واقتصادي. واكد بن عيسى في كلمته الافتتاحية، أن مدينة أصيلة وسكانها، مدينون وممتنون كثيرا للصناديق والهيآت المالية السيادية في الخليج، وذلك " لما قدمته من مساهمات كريمة لإنجاز مجموعة من المشاريع الثقافية والاجتماعية، يستفيد منها السكان عموما وتحديدا الفئات المحدودة الدخل".
واستعرض محمد بن عيسى عددا من المشاريع التي ساهمات بعض صناديق التنمية في عدد من دول الخليج في إنجازها، مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الصندوق السعودي للتنمية، و صندوق أبو ظبي للتنمية، وغيرها نمن المؤسسات المالية في هذه الدول.
هذا وتعتبر الصناديق السيادية الخليجية للتنمية، تجربة رائدة في العالم العربي والإسلامي، حيث بادرت مجموعة من دول الخليج العربي، باعتبارها دول ذات دخول مرتفعة، منذ ستينيات القرن الماضي إلى تأسيس صناديق مالية، تقاربت في الأسماء والأهداف من خلال التأكيد على أن نشاطها الاستثماري يتوجه أساسا نحو دعم جهود ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول ذات الموارد المالية المحدودة. وتحتاج إلى إنفاق كبير لإرساء البنيات التحتية و إنجاز مشاريع الري والكهرباء وشق الطرق وتطوير منظومات الصحة والتربية والتعليم، إلى غيرها من مستلزمات وضع الأسس المادية لبناء الدولة العصرية، بينما تعجز اقتصاديات تلك الدول عن تحمل أعباء التنمية بمفردها.