من مبعوث الوكالة: إبراهيم الجملي- أكد المتدخلون في ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بأصيلة، حول موضوع "الكويت: نصف قرن من العطاء الثقافي العربي"، أن هذا البلد الخليجي ساهم على مدى نصف قرن من العطاء الغزير والمتواصل في شتى مجالات الفكر والأدب، في إغناء الساحة الثقافية العربية وتعزيز مكانتها بين باقي ثقافات العالم. وأوضح المتدخلون في هذه الندوة، التي نظمتها جامعة المعتمد ابن عباد الصيفية، في إطار احتفاء مؤسسة منتدى أصيلة بدولة الكويت التي تحل كضيف شرف على موسم المدينة الثقافي في دورته الثالثة والثلاثين، أن هذا البلد العربي الرائد في المجال الثقافي من خلال إصداراته وعناوينه الفكرية ذائعة الصيت وإسهامه الوازن في مجال الإنتاج الإعلامي، ساهم بشكل كبير في تعميق الوعي الفكري العربي ونشر الثقافة العربية على نطاق واسع. وقال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، السيد محمد بنعيسى، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، إن دولة الكويت ما فتئت تبذل جهودا جبارة في سبيل احتضان الثقافة العربية وترسيخها وتطويرها، إلى جانب حرصها الكبير على تحصين الهوية واللغة العربيتين وتأصيل الفكر العربي الإسلامي. وأوضح في هذا الصدد، أن الكويت كانت سباقة في منطقة الخليج العربي، إلى الاهتمام بالحركة الثقافية العربية واقتحام العديد من الميادين والمجالات الثقافية والفنية والإعلامية، لاسيما من خلال الدور الريادي الذي تلعبه المطبوعات الكويتية الصادرة في مختلف مناحي المعرفة والفكر والأدب، مبرزا في هذا السياق إسهام هذه المطبوعات الكبير في ترويج الثقافة العربية وبلورة المشروع النهضوي العربي. و أشار السيد بنعيسى إلى أن تشجيع البحث العلمي وصون التراث والإبداع العربي ودعم ثقافة الطفل ونشر الثقافة العلمية، فضلا عن توطيد الروابط والعلاقات بين المثقفين العرب، وتأهيل الإنسان العربي ثقافيا ومعرفيا وتعريفه بوطنه العربي وحضارته وتاريخه وتقاليده وآدابه وفنونه، كانت أحد الشعارات الأولى التي تبنتها مجلة "العربي" الكويتية منذ تأسيسها سنة 1958. من جانبه، قال وزير الإعلام الكويتي السابق وعضو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، السيد محمد السنعوسي، إن الكويت بذلت منذ زمن طويل جهودا حثيثة في المجال الإعلامي على وجه التحديد، انطلاقا من إدراكها العميق لأهميته المحورية في تقريب الرؤى ووجهات النظر العربية وتعميق الوعي الثقافي العربي، مشيرا في المقابل إلى أن "نساء ورجال الإعلام العرب لا زالوا على الرغم من التطور الهام الذي شهدته المنظومة الإعلامية العربية ، لا يضطلعون بدورهم على أكمل وجه في مجال التقريب بين الشعوب العربية وتقليص المسافات التي تحول دون التقائها". وأوضح السيد السنعوسي، أن وعي الكويت بأهمية الاستثمار في الإعلام والسينما على حد سواء، جعلها تساهم بشكل فعال في عدد من الإنتاجات السينمائية العربية الوازنة، التي ساعدت في الارتقاء بحس الانتماء إلى دول العالمين العربي والإسلامي، مذكرا في هذا السياق بأن الكويت كانت البلد العربي الذي أشرف على إنتاج فيلم "الرسالة" الذي حقق رواجا منقطع النظير إبان فترة الثمانينيات. وفي سياق متصل، قال الأستاذ بجامعة محمد الخامس أكدال، السيد سعيد بنسعيد العلوي، أن الإصدارات الكويتية بمختلف أشكالها وأنماطها لعبت أدوارا طلائعية في نشر الثقافة العربية وجعلها تنتقل إلى فضاءات أرحب بالنظر إلى الانتشار الواسع الذي استطاعت تحقيقه طيلة السنوات الثلاثين الماضية، موضحا أن نجاح هذا البلد الخليجي في هذا المجال يعود بشكل أساس إلى التوجه الثقافي المتميز الذي تنتهجه الكويت وتطلعها الدائم إلى الانخراط في المشاريع الكفيلة بتعزيز إشعاع الثقافة العربية. وتطرق السيد العلوي، في هذا الإطار، إلى النجاحات الفكرية والأدبية البارزة التي تمكنت الكويت من تحقيقها بفضل سلسلتها ذائعة الصيت "عالم المعرفة"، اعتبارا لانتشارها الواسع عبر مختلف أقطار العالمين العربي والإسلامي، موضحا في هذا السياق أن "قيمتها المعرفية الكبيرة وتنوع مضامينها إلى جانب ثمنها المناسب، هي عوامل من بين أخرى جعلتها لا تكاد تغيب عن رفوف مكتبات البلدان العربية". يشار إلى أن برنامج احتفاء المنتدى بدولة الكويت، الذي يتزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلالها، يتضمن برمجة غنية من الأنشطة الثقافية والفنية تروم إلقاء الضوء على مختلف مناحي التراث الشعبي والإنتاج الأدبي الكويتي. ويشمل برنامج الدورة ال` 26 من جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، إلى جانب الندوة التي تم عقدها حول موضوع "الكويت، نصف قرن من العطاء الثقافي العربي"، ندوتين حول "الحركة الأدبية في الكويت خلال نصف قرن"، و"الصناديق الخليجية والتنمية البشرية المستدامة". كما ينتظر أن تعرف الدورة الثالثة والثلاثين من الموسم الثقافي الدولي لأصيلة عقد مجموعة من المحترفات الفنية والأدبية حول الإبداعات الكويتية والسهرات الموسيقية وعرض أفلام حول واقع وآفاق تطور هذا البلد الخليجي الشقيق.