قلل عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، من شأن الجدل الذي أثارته عملية غرس أشجار النخيل في شوارع المدينة، معتبرا ضمن حديث له خلال لقاء إعلامي، أن هذا النقاش يبقى غير مفهوم ولا يستحق كل هذه الضجة، على حسب تعبيره. العبدلاوي، وخلال اللقاء الذي احتضنه مركب "بيت الصحافة"، مساء أمس الثلاثاء، قال إن وجود أشجار النخيل ضمن المكونات الطبيعية للمدينة، أمر ثابت، وهو الذي عايش ذلك خلال طفولته، مضيفا أن النقاش يمكن أن يثار حول طريقة توزيع هذه النباتات في الشوارع والساحات. وشدد عمدة المدينة، على أن ردود الفعل التي رافقت عمليات غرس النخيل في الشوارع، ليست في محلها، واعتبر أن هذا الاحتجاج كان من المفروض أن يستهدف "الميناء الذي يجري تشييده بمنطقة مرقالة"، في إشارة منه إلى مشروع الميناء الترفيهي وما يتبعه من أوراش إعادة تهيئة المنطقة المينائية، التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2010، معتبرا أن هذه المشاريع لها تأثير سلبي على معالم المنطقة خاصة "مرقالة". "هذا النقاش سيكون مقبولا ومفهوما عندما نكون بصدد تهديد قد يطال مغارة هرقل أو إعدام منتزه بيرديكاريس"، يتابع المسؤول الجماعي الذي عبر عن رفضه بشكل مطلق النقاش حول غرس أشجار النخيل في طنجة، مادام لم يتوصل بتقرير رسمي من طرف خبراء، يؤكدون أن هذه العملية ليست في محلها. الهاجس الأمني الذي أثاره غرس أشجار النخيل المغروسة حديثا بمحاذاة نوافذ وشرفات الشقق والمنازل، بشكل اعتلره سكان المدينة "تسهبلا لمهمة اللصوص"، هو الآخر لم يقنع العمدة العبدلاوي، بموقف مناهض من عملية غرس هذه النباتات، حيث اعتبر أنه في حالة إثارة هذا الهاجس، فإن الأمر يمكن أن ينطبق أيضا على أعمدة الإنارة العمومية، التي من شأنها تمكين اللصوص من التسلل إلى المنازل، حسب ما جاء على لسانه. وجاء موقف عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، من عملية غرس أشجار النخيل في الشوارع والساحات العمومية، مخالفا لما ذهبت إليه تنظيمات تمثل المجتمع المدني بالمدينة، ومعها شريحة عريضة من سكان المدينة، الذين أجمعوا على أن العملية من شأنها أن تساهم في طمس معالم المدينة، علاوة على ما أثارته من هواجس في الجانب الصحي والأمني للمواطنين. ويقول الخبير المختصص في المجال الزراعي، أحمد فاني، في تصريحات لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن أشجار النخيل التي تم زرعها، من النوع الذي يستهلك ما يفوق 150متر مكعب من الماء سنويا، ما يعني ضياع كبير للماء، خصوصا في أوقات الصيف. ونبه فاني إلى أن الأمراض التي تصيب أشجار النخيل في المناطق والمدن القريبة من البحر، تؤثر بشكل سلبي على صحة المواطن، وساق مثالا على ذلك إذ اعتبر أن فيروس الدبابة البيضاء ، باستطاعته إصابة قاطني عدد من العمارات بالشوارع مباشرة، وهنا نعلم، أن النخيل الذي تم غرسه بمدينة طنجة ،بساحة الروداني ،ومحمد الخامس، تصل أوراق بعضها إلى نوافذ السكان، وهذا خطير للغاية، حسب الخبير في مجال الزراعة.
فعاليات المجتمع المدني بالمدينة، هي الأخرى كان لها موقف سلبي من عمليات غرس أشجار النخيل في شوارع وساحات طنجة، حيث اعتبرت أن هذه النباتات لا تمت بصلة. فضلا عن جملة من المخاطر الصحية التي من شأنها أن تحيق بالمواطنين جراء هذه الخطوة، إلى جانب الهاجس الأمني الذي يشكله غرسها بمحاذاة نوافذ المنازل والشقق، مثلما هو الشأن في شارع محمد الخامس "البولفار".