دعا المشاركون في ندوة "انحسار دور النخب في حركات التحديث العربية" التي اختتمت أمس بأصيلة إلى إنتاج نخب جديدة ومثقفين قادرين على قيادة مجتمعاتهم والمساهمة في إصلاحها وتنميتها وقادرين على النقد والتأثير. واعتبر المتدخلون أن أغلب النخب المثقفة لم تساهم بشكل فاعل في دعم ومساندة حركة التحديث التي شهدتها المنطقة العربية خلال الآونة الأخيرة،بل هناك من وقف ضدها و اختار إلى الاصطفاف في صف الديكتاتوريات التي استباحت دماء شعوبها وذلك بالنظر إلى "تراجع أدوارها التأطيرية والتوجيهية، وفشلها في مواكبة التحولات العميقة التي شهدتها البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدول العربية". وقد أوضح المتدخلون كذلك، أن تخلي النخبة التقليدية عن لعب دورها الأساسي في التأطير والتوجيه، أفسحت المجال لظهور نخب شابة لجأت إلى وسائل جديدة وغير متوقعة في التأثير على الرأي العام، وهي التي أخذت زمام المبادرة والتغيير. وقال بعض الإعلاميين المشاركين ضمن الندوة إلى أن النخب "رضيت منذ زمن طويل بالنهج السياسي الذي تبنته عدد من الأنظمة العربية، بالرغم من اعتلالها وافتقادها لمقومات الديمقراطية والحداثة والحكم الرشيد، مما جعلها تتخلى تدريجيا عن عنصر المصداقية الذي يعد شرطا أساسيا في نجاح واستمرارية النخب". في هذا السياق قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بنعيسى، إن الأوضاع الراهنة أضحت تقتضي أكثر من أي وقت مضى مساءلة الأدوار المنوطة بالنخب العربية والبحث عن السبل الكفيلة بتحسين أدائها، انطلاقا من المعطيات التي تفيد بانكماشها وانحسار إسهامها المعهود في قيادة المشروع التحديثي والنهضوي العربي. يذكر أن تنظيم هذه الندوة يأتي تحضيرا لمؤتمر عربي كبير حول النخب العربية، تعتزم مؤسسة منتدى أصيلة تنظيمه في موسمها الثقافي المقبل، بحضور صفوة من المفكرين والمثقفين والكتاب والإعلاميين العرب. و مشاركة شباب التغيير من دول عربية مختلفة.