يتردد حاليا في مدينة طنجة، بشكل يومي، إسم الدوق دو طوفار على الألسن، أكثر من أي إسم أخر، وهو إسم المستشفى الذي يُعتبر الآن من أكثر المستشفيات التي تعرف نشاطا كبيرا بالمدينة، بسبب توافد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد عليه. حركية دؤوبة يشهدها المستشفى منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في طنجة في شهر مارس الماضي، لتزداد وتيرة النشاط في الأسابيع الأخيرة، بسبب ارتفاع أعداد المصابين وتعافي مصابين أخرين، وحتى تسجيل حالات الوفاة به بسبب فيروس كورونا، ليصبح إسم الدوق دو طوفار على كل لسان. غير أنه بالرغم من تكرار إسم الدوق دو طوفار، توجد شريحة مهمة من ساكنة طنجة لا تعرف من أين أتى هذا الإسم وإلى ما يشير، وهو في الحقيقة إسم لنبيل إسباني يحمل لقب الدوق، وينتمي إلى منطقة توفار في إسبانيا، وإسمه الحقيقي هو إغناسيو فيغيرووا يبيرميخيو، ومن مواليد سنة 1892. الدوق دو طوفار عاش سنوات مهمة من حياته في مدينة طنجة التي كانت تخضع للنظام الدولي، وكان يُكن حبا كبيرا لهذه المدينة وفق عدد من المؤرخين، إلى أن توفي بها سنة 1953، لكن قبل وفاته أنجز وصية، تُعتبر من الوصايا التي لازالت طنجة تُدين بسببها لهذا الشخص بالكثير. لعدم وجود وريث له، أوصى الدوق دو طوفار بأن تذهب جميع ممتلكاته إلى مدينة طنجة، حيث سلمها للسلطات الدولية بالمدينة أنذاك، ثم انتقلت ملكية تلك الممتلكات إلى بلدية طنجة لتقوم باستخدامها واستغلالها لما فيه الصالح العام، ومن بين هذه الممتلكات، مستشفى الدوق دو طوفار. هذا المستشفى الذي يُعتبر الملجأ الأول للمصابين بفيروس كورونا المستجد اليوم، يعود الفضل فيه إلى الدوق دو طوفار، إضافة إلى عدة ممتلكات أخرى تركها الدوق لطنجة، توجد في إسبانيا، من ضمنها قصر ألابا إسكيبيل التاريخي في بيلباو.