لا يتجاوز عمر الفنان المغربي التشكيلي عبد اللطيف العيادي ال 26 عاماً. ما زال في مقتبل العمر. وعلى الرغم من ذلك، يطمح للدخول إلى موسوعة "غينيس" العالمية، من خلال رسم أكبر بورتريه لشخصية تاريخية. ولد في في طفولته، كان يرسم كل شيء من حوله، وقد اهتم بمادة الفنون التشكيلية الموجودة ضمن المنهاج المغربي. يقول "واصلت تدريباتي في المرحلة الثانوية، والتحقت، بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة، بالمعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان عام 2009". في الوقت الحالي، يعمل أستاذاً متدرباً في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين في الدارالبيضاء. أحبّ العيادي الفن. أحبه لدرجةٍ أراد المساهمة في تنمية ذوق مجتمعه الفني. بالنسبة إليه، الفن هو الحياة، مستحضراً قول الكاتب الأميركي جون غاردنر: "الحياة هي فن الرسم من دون ممحاة". عشق الفن التشكيلي والكاريكاتير وفن الرسوم المتحركة، هو الذي كان يتابع كثيراً أفلام الرسوم المتحركة. في ما مضى، كان يرسم شخوصاً ثابتة، فلم يكن يعرف كيف يحرّكها. يقول: "أردت إنجاز فيلم رسوم متحركة خاص بي، وقد تحقق ذلك عام 2013، حين أخرجت فيلم وليمة". ونال الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي لسينما التحريك في مدينة مكناس. في وقت لاحق، شارك العيادي في الملتقى الاحترافي للكتابة في سينما التحريك في فرنسا عام 2013. عشقَ أيضاً "فن المأساة الضاحكة"، أي الكاريكاتير الذي يصوّر من خلاله شخصيات سياسية واجتماعية وفنية مغربية. يقول: "الكاريكاتير هو متنفس للترفيه ونقد لبعض المواقف والأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية"، مشيراً إلى أنه "كان يرسم نفسه أيضاً". وقد عمل كرسام كاريكاتير في إحدى الصحف المحلية في تطوان عام 2003، وأنشأ صفحة على "فيسبوك"، تضم أعماله الفنية. بالإضافة إلى الكاريكاتير، يهتمّ أيضاً بالفن التشكيلي. يرسم البورتريهات والمناظر الطبيعية، مستخدماً الصباغة المائية والزيتية والباستيل، ما مكّنه من الحصول على جوائز محلية وأخرى دولية، مثل جائزة مؤسسة الثقافات الثلاث في إشبيلية عام 2012، وجائزة الملتقيات الجهوية للفنانين الشباب في جهة طنجةتطوان عام 2012، وجائزة برتوتشي للصباغة المائية عام 2012. شارك العيادي في معارض جماعية وأخرى فردية، كما شارك في معرض مع الفنان الإسباني إيفان سولبيس في إشبيلية عام 2014. وقد ألهمته هذه المدينةالجديدة. صحيح أن دراسته في المعهد كانت جيدة، وقد تعرف على تاريخ الفن والجمال والسيميولوجيا والسياسة الثقافية والرسم والصباغة والنحت والرسوم المتحركة وغيرها، لكنه يلفت إلى أن الدراسة الأكاديمية ليست كافية ليتحول الطالب إلى فنان، بل يتطلب الأمر "حياة كاملة". ويشير إلى أن دراسته في المعهد قد شكلت ثقلاً كبيراً في مسيرته الفنية. خلالها، تعرف على عوالم عدة ومدارس فنية جعلته متأثراً بالمدرستين الواقعية والانطباعية على وجه الخصوص. يسعى العيادي لأن يصبح أستاذا للفن، هو الذي يحب أن يتقاسم معرفته وتجاربه الفنية مع التلاميذ، ويساهم في بناء مجتمع يدرك أهمية الفن. من جهة أخرى، يلفت إلى أنه شارك في احتجاج الأساتذة المتدربين المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أنه "احتجاج مشروع إذ يطالب بإسقاط المرسومين". يضيف أن "الجميع من دون استثناء يحتج بطريقته الخاصة ويبدع فيها". وإلى البورتريه الذي يودّ إنجازه، يقول: "أرغبُ في تمثيل بلدي من خلال الفن"، موضحاً أن "العمل الفني الذي أود القيام به لا يمكن حصره في أداوت معينة، لكن يبقى الرسم هو الأساس". يضيف أنه "يجب القيام برسوم تخطيطية توضح مراحل تطور العمل للوصول إلى النتيجة النهائية. فخلال بحثي في الأرقام القياسية التي تحققت سابقاً، أثار إعجابي عمل فني في تركيا يجمع نحو ستة آلاف شخص لتشكيل أكبر صورة لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك خارج ضريحه، لتدخل بذلك تركيا كتاب غينيس للأرقام القياسية عام 2014". وينوي العيادي العمل حين تكون الظروف ملائمة وشروط ومكان العمل متوفرين. إلا أنه رفض الإفصاح عن الشخصية التي سيرسمها، موضحاً في الوقت نفسه أن المغاربة يحبون هذه الشخصية. ويرى أن لدى الجيل الجديد من الفنانين الشباب المغاربة مستقبل واعد، وخصوصاً في ظل المبادرات التي تقدمها وزارة الثقافة المغربية، والدعم المادي لبعض الفنانين وبرامج الملتقيات التي تساهم في تحقيق أحلام وطموحات الشباب. ولا يبدو أن العيادي سيهدأ قبل تحقيق أحلامه، وهي ليست قليلة. (*) صحيفة "العربي الجديد"