سلطت مجلة "نيوزيوك" الامريكية الضوء على ظاهرة الدعارة في المغرب، باقتفاء اثارها في مدينة طنجة، حيث استعرضت في تقرير خاص على لسان بعض بائعات الهوى في طنجة حياة هذه الفئة والمعاناة والمشاكل التي تواجهها. واستعانت صاحبة التقرير الصحفية "كايلا دوير" باثنتين من بائعات الهوى في طنجة واحدة تدعى سعاد والاخرى حنان اللتان تحدثا عن أربعة من أبرز المشاكل التي تواجههن في عملهن، وهي مشكل العنف من طرف الزبناء، والعراقيل المالية، والتجنب الدائم لرجال الشرطة، ثم الخوف من الامراض الجنسية. ورغم أن ظاهرة الدعارة أصبحت موضوعا شائعا في المغرب منذ سنوات وتطرقت إليه العديد من وسائل الاعلام المغربية مرارا، إلا أن صحفية "نيوزويك" أعتبرت أن فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك" هو الذي جعل هذه الظاهرة حديث جميع المغاربة. وفي هذا السياق، ذكر التقرير بما أسماه احصائيات الحكومة المغربية، أن 42.000 بائعة هوى تتواجد في مدينة طنجة، وأغلب عاملات الجنس هؤلاء كانت ظروف حياتهن الصعبة هي وراء امتهانهن للدعارة، من بينهن سعاد التي تطلقت في عمر الخامسة عشرة، وحنان الهاربة من المنزل بسبب عنف الاب والاخ. وأشار تقرير "نيوزويك" أن الدين والمجتمع يرفضان هذه الظاهرة في المغرب وينظر الناس لبائعات الهوى كأشخاص سيئين، لكن رغم ذلك، فإن هذه الفئة (عاملات الجنس) تتواجد في كل مكان، في المقاهي والحانات والفنادق وغيرها. عبد السلام الديلمي الباحث في موضوعي الجنس والهوية الذي اعتمدت عليه صاحبة التقرير في تفسير هذا "التناقض" في المجتمع، قال بما مفاده أن الظاهرة تتواجد في المجتمع لكنه يرفض الاعتراف بها أو تقبلها. هذا ورغم أن التقرير لم يأتي بحقائق جديدة، إضافة إلى أن الصحفية كايلا دوير اعتمدت على اثنين فقط من الممتهنات للدعارة، إلا أنها ارتأت أن تصف هذه الظاهرة ب"الصادمة".