عندما نتحدث عن مدينة إيموزار كندر لسنة 2012، قد نكون بصدد المدينة أو بوابة الأطلس التي استعادت بريقها وإشعاعها الثقافي والفني والسياحي، وما تنظيم الملتقيات الشعرية الوطنية و المهرجانات السينمائية والندوات العلمية، إضافة إلى التحدي الكبير الذي خاضه سكان المدينة والمجتمع المدني والمسئولين عن الشأن المحلي في استرجاع مهرجان التفاح الذي كان قد اغتصب من المدينة لسنوات، بالإضافة إلى كل هذا كانت اعتبرت مشاريع التأهيل الحضري من أهم الإنجازات وفرصة قلما تتحقق، وما حملته من مشاريع تنموية همت قطاعات متعددة ومتنوعة وأهمها مشاريع الطرق العمومية التي عززت أكثر من 80% من البنية التحتية للمدينة، والتي اعتبرت في الأمس القريب من المشاكل التي يستحيل إيجاد حل لها. أمام هذه التحولات لابد أن تكون هناك تحولات اجتماعية في البنية «السوسيولوجية للمدينة التي تمكنت في سنوات التسعينات من الخروج من اكبر مستنقع أخلاقي كان يعكر حياة الساكنة وقد يكون السبب آنذاك تناسل أوكار الدعارة التجارية التي كانت بمثابة سرطان أخلاقي مقيت وقاتل للذاكرة الجماعية لساكنة المدينة، لم يسلم من تبعاته أي مواطن، ولكن تشاء الأقدار أن تستأصل هذه الأوكار بشكل نهائي ومطلق وبالتدريج أصبحت سمعة المدينة اقل ما يمكن القول عنها أنها سمعة طيبة وبامتياز. وبالحديث عن ظاهرة الدعارة التي قد لا نجد لها تبريرا لا شرعيا ولا اجتماعيا، رغم أن المشاكل الإجتماعية والنفسية قد تكون سببا تفشي الظاهرة وتطورها، وهكذا فقد ظهرت بعض الظواهر الشاذة، لبعض الممتهنات اللائي لم تتغير نفسيتهم ولا نظرتهم للحياة بحيث يكون الحنين دائما للظاهرة، مما يفسر أن هذه الحالات قد تكون إلى تتبع مستمر ومعاينة لعلم النفس الاجتماعي، لأن الاعتقال المستمر لن يكون حلا وقد يتكرر الاعتقال لنفس الحالة لأكثر من مرة ولكن الرجوع إلى مهنة بيع الهوى أو مهنة الوساطة ، ستكون هي البديل عن أي حل آخر. وهكذا وأمام ظهور بعض مظاهر تجارة الأجساد بالمدينة بنوع من الاجتهاد الشخصي لبعض ممتهنات الظاهرة، فكانت دور البغاء والدعارة التي أصبحت تشكل خطرا على المنظومة الإجتماعية والتنموية للمدينة، فكانت عمليات التمشيط التي قام بها الدرك الملكي بالمدينة نهاية الأسبوع، حربا مفتوحة على هذه الدور ويشكل مستمر مما أسفر عن اعتقال ما يناهز 14 فردا ويشمل العدد بائعات الهوى والباحثين عن اللاشرعي من الجنس الآخر،ثم اعتقال المسؤولات عن تقديم الوساطة بين الممتهنات للبغاء والباحثين عن الرغبات غير الشرعية، في حين صدرت مذكرات بحث قي حق متهمتين بالوساطة في مجال الدعارة، وقد تم تقديم الموقوفين للنيابة العامة بابتدائية صفرو لتقول العدالة كلمتها الأخيرة. هي إذا الحرب المفتوحة على دور الدعارة التي لن تتوقف لأن ساكنة المدينة والمجتمع المدني بجميع أطيافه سيكونون بالمرصاد لكل الظواهر المخلة بالأخلاق التي قد تلحق ضررا بالمنظومة الإجتماعية للمدينة التي تعرف استقرارا اجتماعيا قل نظيره وهو الرصيد الوحيد والقيمة المضافة لساكنة بواب الأطلس.