أفاد مصدر مطلع ل«المساء» بأن عناصر الأمن بالقنيطرة شنت، خلال الأسبوع الماضي، حملة أمنية واسعة النطاق على بعض الأماكن المشبوهة التي تشهد نشاطا لمحترفات الدعارة، خاصة بالأحياء التي تتوسط ساحتي «المسيرة الخضراء» و«بئر أنزران»، والتي سبق لسكانها أن وجهوا عرائض استنكارية في الموضوع، ضمت المئات من التوقيعات، توصلت «المساء» بنسخ منها. وكشف المصدر ذاته أن شرطة الآداب والأخلاق العامة، التابعة للأمن الولائي، اعتقلت سيدة «أ» يشتبه في إعدادها دارا للدعارة بشارع «جون كيندي» واشتغالها في مجال الوساطة، كما قامت الجهة الأمنية نفسها بمداهمة منزل مشهور في مجال البغاء في الدروب المتفرعة عن شارع فلسطين، وألقت القبض به على العديد من الفتيات، من بينهن سيدة متزوجة، حيث تم اعتقالهن جميعا وتقديمهن إلى العدالة بتهم تتعلق بالفساد وممارسة الدعارة. وأبدى ذات المصدر استغرابه الشديد استثناء مالكة المنزل «س» من هذه الحملة، بالرغم من كونها معروفة لدى الجميع بتعاطيها ل«القوادة» منذ زمن بعيد، ومع ذلك لم يصدر أي أمر باعتقالها، على حد قوله. واستنادا إلى ما أفادت به مصادر متطابقة، فإن هذه المداهمة، التي تم التخطيط لها مسبقا، جاءت بعد توصل مصالح الأمن بالمدينة بتقرير مفصل من قائد الملحقة الإدارية الثالثة، عن طريق المصالح المعنية بالعمالة، عن تنامي ظاهرة الدور المعدة للدعارة، بأحياء قريبة من ساحة «بئر أنزران»، وتزايد انتشار ممتهنات البغاء، بشكل ملفت للنظر، على طول شارع فلسطين، وما يسببه ذلك من مشاكل على المستوى الأمني بالمنطقة. ووفق المصادر نفسها، فإن تلك المعطيات كانت كفيلة بتحريك الجهاز الأمني في اتجاه محاربة هذه الظاهرة، ولو مؤقتا، خاصة وأن عشرات من المواطنين كانوا بصدد التهييء لوقفة احتجاجية تندد بالوضع القائم، حيث تم تكليف دورية أمن خاصة، مهمتها مطاردة المومسات بالمنطقة وتعقب آثارهن، واعتقالهن في حالة إصرارهن على الظهور بشكل جماعي بالشارع المذكور، وهو ما أسفر في الكثير من الحالات، حسب نفس المصادر، عن القبض على البعض منهن وتقديمهن للمحاكمة، ليعدن بعدها مباشرة إلى ميدانهن السابق، إما لقدرتهن على أداء مبلغ الكفالة أو لقضائهن لمدة حبسية قصيرة، في غياب مشاريع استثمارية حقيقية بالمدينة، توفر لهن فرص شغل شريفة، تنقذهن من امتهان بيع أجسادهن، على حد تعبير المصادر ذاتها.