أمت شخصيات فكرية وثقافية وازنة، جنازة فقيه النوازل، عبد الباري الزمزي، ظهر اليوم الخميس، لدى تشييعه إلى المثوى الأخير، بمقبرة "الشريف" بحي حسنونة بمدينة طنجة، حيث ووري الثرى بجانب مرقد والده العلامة محمد بن صديق الزمزمي. مشيعو الزمزمي، الذي لبى نداء ربه مساء أمس الأربعاء بإحدى مصحات مدينة الدارالبيضاء، بعد صراع طويل مع المرض، جاءوا من داخل مدينة طنجة كما من خارجها من مختلف مدن المملكة، ويتعلق الأمر بشخصيات أكاديمية وعلمية وازنة، ضمنها وجوه معروفة تمثل تنظيمات من مختلف تيارات الحركة الإسلامية بالمغرب. وباستثناء حضور المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيس المجلس العلمي المحلي لطنجة، قبل انسحابهما على وجه السرعة، فقد بدا لافتا غياب جميع المسؤولين في السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، بالرغم من المكانة العلمية والفكرية للراحل. ومثلما أثار غياب خبر وفاة العلامة عبد الباري الزمزمي، عن مختلف وسائل الإعلام العمومية، استغرب العديد من المتتبعين، فقد أثار التجاهل الكبير لمسؤولي مدينة طنجة، لجنازة الراحل، مواقف مستهجنة، حيث لم تكلف السلطات العمومية بمصالحها الأمنية، عناء مجرد تنظيم حركة المرور في وجه موكب الجنازة. وبمسجد "هدي الرسول" المجاور لمقبرة "الشريف" بحي حسنونة، حيث تم أداء صلاتي الظهر والجنازة، خيمت أجواء الحزن على المشعين، الذين عبروا في كلمات تأبينية تليت بالمناسبة، عن بالغ تأثرهم برحيل شخصية من حجم العلامة عبد الباري الزمزمي، معتبرين أن وفاته تمثل خسارة جسيمة للأمة الإسلامية جمعاء. ويمثل العلامة الراحل، الشيخ عبد الباري الزمزمي، المولود سنة 1943، أحد أبرز الشخصيات الدعوية الداعية إلى وحدة العلماء والحركات الإسلامية العاملة في الساحة. وتقلد منصب رئيس الجمعية المغربية للدراسات، بالإضافة إلى شغله منصب نائب برلماني عن حزب النهضة والفضيلة. كما كان من المؤسسين ل"الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل" وعضو مؤسس في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" وقد حضر مؤتمره التأسيسي في العاصمة البريطانية لندن. وهو عضو مشارك في "الحملة العالمية ضد العدوان"، كما أنه حضر مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي ترعاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.