فيما يتعلق برفع الدعم عن السكر، المادة التي تعتبرها الحكومة ثانوية، تضاف احيانا لمواد اخرى بهدف اعطاءها مذاق حلو و تعد هذه المادة من السموم البيضاء، والمتسبب الأساسي في مرض السكري الذي تعاني منه فئة معينة من المجتمع و برفع الدعم عنها ستتمكن الحكومة من توجيه مبالغ مهمة تعنى بالأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة. ما سبق هو تعريف السكر من وجهة نظر الحكومة لكن ماذا عن الشعب؟ هل يعتبر هذه المادة ثانوية؟ السكر في الثقافة الشعبية هو الهدية الرمزية التي تهنئ به المواطنة العادية جارتها في كثير من المناسبات مثال: ولادة، ختان، نجاح...السكر هو القيمة المعنوية للفرحة في كل الأعراس لذا تجده يتوسط الصينية التي تحمل معدات الحناء و يكون من نصيب الذي يقوم أو تقوم بالعد (إلقاء الموال المصاحب لطقوس الحناء). السكر ايضا هو سبب الابتسامة التي تصاحب عبارة "علاش مكلف راسك؟" عندما يزور مواطن جاره المريض، وهو ذاك السحر الذي يقلب المزاج السيء لأخر جيد في حال زيارة غير متوقعة حيث يعلن القادم " غير باش تكون زيارتي حلوة"... ببساطة السكر هو مفتاح لباب كل عائلة وصلة الوصل بين أفرادها. من لا يعرف القيمة المعنوية لهذه المادة قد لا ينتمي للطبقة المتوسطة و الفقيرة التي تهديه في اغلب المناسبات _على الموسع قدره وعلى المقتر قدره_ قد يضيف البعض هدايا مادية الى جانبه لكنه الأساس و الأصل، جهل هذه القيمة دليل كذلك على عدم القراءة في تاريخ المغرب، من كتاب حدائق الملك ل فاطمة اوفقير " ادرك الفرنسيون جيدا اهمية الشاي و السكر في المجتمع المغربي بحيث وفروهما طوال سنوات الوصاية الفرنسية من عام 1912حتى 1956 و حرصوا على ابقاء اسعارهما معقولة اجتنابا للتمرد و العصيان" السؤال الذي يطرح نفسه: بعد الزيادات التدريجية التي سيعرفها ثمن السكر هل ستتحول قيمته المعنوية لأخرى مادية؟ أم أن التغيير في الثمن سيغير من عادات و تقاليد الشعب المغربي؟