– متابعة: عادت قضية المركب الاجتماعي الزياتين، الواقع غرب مدينة طنجة، بقوة إلى واجهة الساحة الاجتماعية، بعد أزيد من ثلاث سنوات من نشر صحيفة طنجة 24 الإلكترونية، لتفاصيل هذه الفضيحة المدوية، التي وجهت أصابع المسؤولية المباشرة فيها حينها إلى الوالي محمد اليعقوبي، الذي كان يتحمل أنذاك مهامه بصورة نيابية. واعتبرت مصادر متطابقة كانت قد تحدثت للصحيفة، أن الأمر يشكل كارثة حقيقة تهدد هؤلاء النزلاء الذين تم إفراغهم وتكديسهم في تلك الغرفة التي تفتقد لأدنى الشروط الصحية والتي تنبعث منها روائح كريهة، حيث يعيش أزيد من 46 متشرد ومختل عقلي ممن تبقوا من نزلاء هذا المركب الاجتماعي والذي تتجاوز أعمار بعضهم 50 سنة، أوضاعا مزرية داخل جناح صغير بالمركب لا يتعدى طوله ال 50 مترا. وكشفت ذات المصادر، أن نزلاء هذا المركز، تم استقدامهم من وسط المدينة، بالإضافة إلى مدن أخرى، مثل تطوان، تزامنا مع الزيارات التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى مدن شمال المملكة، وهي الإجراءات التي صدرت في معظمها بأوامر من الوالي محمد اليعقوبي. كما وذكرت مصادر للجريدة، إن عدد النزلاء بالمركب الاجتماعي وصل في البداية إلى أزيد من194 نزيلا منهم أشخاص مسنين وآخرون يعانون أمراض مزمنة يحتاجون لعناية طبية ضرورية، وقد تم ترحيل عدد منهم عبر شاحنات إلى مدن مختلفة ومناطق أخرى بعيدة، في الوقت الذي تمكن فيه نزلاء آخرون من الفرار من المركب الاجتماعي الزياتن بطريق اشقار بطنجة. وتم الوقوف خلال زيارة قامت بها الصحيفة، على هول الحادث، والذي يعيش من خلاله عدد من النزلاء وضعية صعبة قد تصبح كارثية في ظل غياب أية عناية، وتشير المعلومات التي استقيناها حول الموضوع من مصادر بولاية طنجة على أن السلطات المحلية بمدينة طنجةوتطوان سمحت بأمر من الوالي محمد اليعقوبي بتوافد هؤلاء على المدينة الذين تم إنزالهم في أوقات متأخرة من الليل من شاحنات وحافلات أعدت لهذا الغرض في المركب، وأضافت ذات المصادر، أن عدد من المحسنين فقط إلى جانب بعض الشيوخ و المقدمين هم من يقدمون بعض الأكل والشراب خلال هذا الشهر إلى هؤلاء النزلاء الذي يعاني عدد منهم من حالات مرضية مستعصية، بالإضافة إلى غياب مراحيض وملابس أخرى مما يهدد النزلاء بالإصابة بأمراض معدية. من جانبها استنكرت عدد من الفعاليات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني بمدينة طنجة في تصريحات خاصة، الطريقة الغير إنسانية التي انتهجتها السلطات المحلية بمدينتي طنجةوتطوان من خلال الزج بهؤلاء النزلاء في ظروف غير صحية داخل إحدى غرف المركب الاجتماعي الزياتن بطنجة، في ذات السياق طالبت عدد من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة بالتدخل العاجل لإطلاق سراح عدد من النزلاء والمختلين عقليا وتمكين أسرهم من زيارتهم والاهتمام بهم نفسيا واجتماعيا، كما استنكرت منظمات حقوقية بطنجة ظاهرة انتشار المختلين عقليا والمتشردين بشوارع المدينة بعدما أصبح عددهم في تزايد مستمر، محملة المسؤولية في اتصال لها بالجريدة إلى جهات تقوم برمي هؤلاء في أماكن دون أي اعتبار. وبات انتشار المختلين عقليا على مستوى شوارع وأزقة مدينة البوغاز يهدد سلامة المواطنين ، عقب استفحال ظاهرة الاعتداءات المتكررة على المارة ، والتي كانت دموية أحيانا ، كان آخرها حالة اعتداء تعرضت لها سيدة حامل بالقرب من سوق فندق الشجرة وسط المدينة من لدن احد المختلين عقليا كادت على اثر هذا الاعتداء أن تفقد جنينها. كما لم يسلم من خطر هؤلاء حتى أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، إذ عبر عدد من أرباب المقاهي المتواجدة على طول شارع محمد الخامس و بالقرب من ساحة الأممبطنجة ، في تصريح للجريدة، عن تذمرهم من هذا الوضع، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالاعتداء على الزبناء في مشهد يومي حتى بات القلق و الخوف ينتاب الجميع.