– محسن الصمدي: لم يمر لجوء أشخاص يحترفون السحر والشعوذة، بوسائل لترويج خدماتهم، على رأسها توزيع "كارت فيزيت"، دون أن يثير جدلا في أوساط المواطنين، الذين تلقفوا أخبار تحركات هؤلاء الأشخاص في عدد من الفضاءات العمومية بطنجة، مما طرح جملة من الأسئلة، حول الأسباب الحقيقية، التي شجعت هؤلاء الدجالين على الإعلان عن خدماتهم بهذه الطريقة السافرة. وفي هذا الإطار، اعتبر الأستاذ هشام تهتاه، الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة، أن السحرة والعرافين اللذين يطوفون شوارع طنجة من أجل الترويج لخدماتهم، مجرد دجالين إستغلوا مجموعة من الظواهر السلبية التي يعيشها المجتمع من أجل خداع الناس وسلبهم أموالهم وممتلكاتهم. وأوضح الأستاذ تهتاه، في تصريح لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن أسبابا عديدة كانت وراء ظهور هؤلاء الدجالين وتزايد مستوى جرأتهم ليصل إلى حدود النزول إلى الشارع، وتتجلى في نضوب ماء العلم، واندراس القيم، وندرة فرص العمل، مضيفا أن " الأمة إذا دب فيها الجهل، وشاع فيها الفحش، وأَكلها الفقر، لا يبقى لبعض أفرادها من حيلة لإثبات وجودهِم وقضاء أَوطارهِم إلا الخداع والمكر". وأضاف الأستاذ الباحث، أن أوسع أبواب الخداع هو السحر، فهو أداةٌ للجبر والقهر وذريعةٌ للسلب والنهب ورياض للشرك والفسق، مؤكدا أن ضحايا هذه الأعمال ممن قدر الله عليهم ذلك إما حقيقة واستلاء أو وهما وتخيلا، صار يستنجد بكل قريب ويترجى كل حبيب، وهنالك تبدأ عجلة الابتحاث عن البطل الذي يقدر على فك طلاسيم السحر. وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ تهتاه أن ما سبق ذكره هو النهزة التي ينتظرها أصحاب " الكارط فيزيت " مدعو الخلاص والإخلاص، والعلم المخلوط بالحلم، اللذين وصلت بهم الجراءة إلى التعريف بأنفسهم والإرشاد الناس إلى ديارهم ووصف أوهام علاجهم. يذكر أن عددا من محترفي السحر والدجل بمدينة طنجة، إبتدعوا طرقا جديدة من أجل إجتذاب الزبائن والترويج لخدماتهم الغريبة، حيث عمد هؤلاء، مؤخرا، على توزيع مجموعة من بطاقات العمل الخاصة بهم في عدد من الأماكن التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الساكنة، كالأسواق والمراكز التجارية. وحسب تصريحات متفرقة لعدة مواطنين، فإن هذه الفئة التي تمتهن الشعوذة تقوم بالإستعانة بأشخاص مجهولين تماما من أجل توزيع بطاقات العمل (كارت فيزيت)، حيث يتواجد هؤلاء بالقرب من محيط المدينة القديمة نظرا لكثرة الأسواق والمحلات التجارية بها. وأصبحت صور البطائق الخاصة بهؤلاء السحرة والمشعوذين، مادة دسمة لرواد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث عمد العديد منهم إلى الإتصال بالأرقام الموجودة بها وإزعاج أصحابها في أوقات مختلفة، فيما فضل أخرون الإكتفاء بالتذمر بخصوص هذه الظاهرة الجديدة الغير مألوفة في مجتمعنا، أملين أن يتدخل الأمن من أجل إيقاف كل من الموزعين وكذا الدجالين.