تنضاف مهنة بيع “الهندي”، الى قائمة مهن عديدة تنتعش خلال فصل الصيف، ويمارسها شباب بشكل موسمي للاستفادة من عائداتها المهمة، بالنظر الى الاقبال الكبير عليها. غير أنّ ذروة تجارة هذه الفاكهة، تحلّ في شهر غشت، عندما ترتفع حرارة الصيف بشكل كبير، وتصبح حبّات الفاكهة مصدر انتعاش مستهلكيها والمقبلين على شرائها. تباع فاكهة الهندي، على متن عربات صغيرة في الشوارع والاحياء، كما تتوفر بكميات في الأسواق الشعبية، إذ يحرص الكثير من القرويين على جلبها من حقولهم في المداشر التي يقطنون فيها، من اجل بيعها. بشكل يومي، يضع “حميد” عربته، فوق رصيف المحطة الطرقية لطنجة، وفوقها يرتب حبات “الهندي” بعناية تثير شهية المارة الذين يتهافتون عليه بعد وقت قصير من بدء عرض بضاعته. لا يخفي هذا الشاب ذو 28 سنة، ارتياحه لما تدره عليه تجارة “الهندي”، فهي تعود عليه بمدخول يعوّض عنه مرارة العطالة التي يعاني منها منذ أن حصل على شهادة الإجازة، حسب ما يؤكده. ويعود “حميد”، الى بدايات نشاطهمع بيع “الهندي” قبل 4 سنوات “كنت اتفقد الأسواق الشعبية بشكل يومي متحريا افضل ما يوجد عند باعة الهندي القرويين بمقابل يسمح لي بإعادة بيعها حبة حبة”. ويضيف هذا الشاب “مع مرور الوقت اكتسبت علاقات مع عدد من هؤلاء القرويين، مكنتني من الحصول على بضاعة أجود بثمن ارخص”، موضحا ان سعر بيعه للحبة الواحدة يبدأ بدرهم عند بداية الصيف، لكنه ينخفض تدريجيا ليصل إلى نصف درهم، ثم إلى أقلّ من ربع درهم بعد مرور الوقت. ويقبل على شراء واستهلاك “الهندي” مواطنون فقراء وأغنياء، كل ينطلق من حاجته وظروفه، فهي فاكهة يتلهف الفقراء على شرائها لاعتبارات مادية بالأساس، حيث إن سعرها رخيص جداً، وبإمكان بضع ثمرات منها أن “تشبع البطن الجائعة بثمن زهيد”. ويحدث أن يجتمع على عربة بائع “الهندي”، الفقير الذي لا تكاد دراهمه تكفي لشراء بضع حبّات منها، مع غني يتزاحم بدوره لإيجاد مكان له حتّى يحصل على حباّت تنعش بدنه وتشفي سقمه”. لا يقتصر سر نهم المواطنين على استهلاك هذه الفاكهة، فقط على لذة مذاقها وفاعليتها في اشباع الجوع، ولكن لها لها أثر البلسم على الجسم الذي يعاني من امراض، مثل الجهاز الهضمي، علاوة على أنّها تمنح الجسد ما يحتاجه من الحديد. فالصبّار يحتوي على مادة “بيتا كاروتين”، ومعادن أخرى، وفيتامينات مختلفة، وكالسيوم، ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع ونسبة السكّر في الدم، ويمدّ الجسم بالبوتاسيوم الذي يهدّئ الأعصاب”.