ظلت ساحة “9 أبريل” واحدة من أهم المعالم التي تميز مدينة طنجة، نظرا لما تختزنه من ذاكرة تاريخية ساهمت اشعاع سياحي مهم طيلة عقود من الزمن. غير ان الرمزية التي ترافق هذه الساحة المعروفة اكثر ب”السوق د برا”، لم تشفع لها لتحظى بالعناية التي تستحقها من طرف المسؤولين، رغم انها تمثل مسارا سياحيا حيويا في مدينة طنجة، بالنظر الى موقعها الاستراتيجي القريب من الميناء.
وتعيش النافورة الشهيرة الموجودة بساحة 9 أبريل، وضعا مزريا بسبب الإهمال، إذ تحوّل حوضها إلى مستنقع حقيقي، قبل أن تصبح عبارة عن مكب للنفايات.
وقبل ايام تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، صورة ﻷحد الاشخاص، وهو يتبول في قاعدة النافورة، في مشهد أثار استنكار واستهجان فعاليات مدنية وجمعوية بالمدينة.
واعتبرت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة، في تقرير لها، أن “حالة تدهور هذه الساحة الذي طال أمده يسائل المسؤولين الذين ساهموا في افسادها أولا، ثم سلطوا عليها سياط الإهمال المتعمد الذي تجهل الغاية منه إلى الآن، علما أن المكان عند إعادة هيكلته بشكل عشوائي سنة 2005 قد استنزف ميزانية ضخمة ذهبت أدراج الرياح. “.
وقالت الرابطة، ان ساحة 9 ابريل ” لم تعرف تلك الساحة استقرارا، حيث ظلت تتأرجح بين مظاهر الإصلاح والإفساد، فكل المشاريع المنجزة فوق أرضيتها من أجل إعداد المناطق الخضراء قد باءت بالفشل”.
ورسم تقرير الرابطة، صورة قاتمة عن وضعية الساحة التاريخية ” نافورة ميتة تحولت إلى مطرح للنفايات وقد تحلق حولها المشردون والعاطلون والمتبطلون والمتسولون والمجانين والمدمنون، والجانحون .. صفحة الحديقة المتآكلة والمزينة بالنفايات وبالتجهيزات المتهالكة والمدمرة بسبب غياب الصيانة والحراسة والنظافة،.. أجساد مخدرة ملقاة هنا وهناك، وأطفال صغار يستنشقون سموم السيلسيون.. روائح كريهة تنبعث من جوانب النافورة المرحاض”.
واعتبرت الرابطةان “لعنة سيدي مسعود (ولي صالح تم اقتلاع ضريحه من المنطقة) حلت بمسؤولي طنجة الذين تجرأوا على انتزاع عظامه من ذلك الموقع الذي كان متوجا بوجوده حافلا ببركته”، داعية مسؤولي طنجة الى “مراجعة النفس والتخلص من ذنوب الغش والتلاعب بالمال العام الذي أزهقت روحه على مسار يقود إلى حافة الهاوية.”.