ظل عدم إحياء شعيرة الاضحية، في نظر الكثير من المغاربة، مقترنا بقلة ذات اليد، بينما هناك شريحة تتسع عاما بعد عام، وتضم أسر متوسطة الدخل وأخرى ميسورة، لم تعد تميل إلى إتيان هذه الشعيرة الدينية. هذا المعطى، سبق ان اكده بحث وطني أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، حيث تبين أن 4.7 في المائة، الأسر لم تقم في 2013 بأداء الشعيرة خلال عيد الأضحى. وفي محاولة لاستقصاء الأسباب التي تدفع بعض الأسر إلى الاستغناء عن إحياء شعيرة العيد، تحدثت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، لعدد من المواطنين يشكلون حالات في هذا الإطار، مثلما هو الشأن إلى "عثمان"، الذي يشتغل كموظف في إحدى المصالح الإدارية العمومية بطنجة. "عثمان" يرى أن مقامه وحيدا بعيدا عن عائلته، لا يستدعي قيامه باقتناء خروف العيد وإحياء شعيرة الأضحى. وعما إذا كان سبب إحجامه عن إحياء شعيرة العيد راجع إلى قلة ذات اليد، يقول عثمان مجيبا "بالعكس أجرتي الشهرية تسعفني في اقتناء أضحية مناسبة"، ثم يضيف متحدثا، "بعد مسافة السفر جعلاني أنصرف عن الأضحية". إذا كان المقام الفردي ل"عثمان"، هو باعث إحجامه عن أضحية العيد، فإن "كمال" الذي يعيش رفقة زوجته، يفضل حزم حقائبه بعد حجز فندق في إحدى الوجهات السياحية في إسبانيا. "لا أخفي عليك أنه كلما اقتربت فترة عيد الأضحى أنهمك في البحث عن عروض أسفار سياحية"، يقول "كمال" ثم يستطرد "استغلال عطلة العيد في الاستجمام أفضل من بكثير من احتمال روائح الأدخنة ومشاهد التلوث التي تعم أحياء وشوارع طنجة". وبين حالة "عثمان" و"كمال" هو وزوجته، هناك فئة أخرى من المواطنين الذين لا يرون طائلا من وراء القيام بأضحية العيد، بالنظر إلى أن هناك أمراض تدفع حامليها إلى تحريم دخول اللحوم الحمراء إلى بيوتهم، مثلما هو الشان بالنسبة لحاملي مرض السكري وغيرها من الأمراض، التي تتطلب الإحجام عن تناول لحوم الأضاحي. الأسر التي تختار رفع شعار "مامعيدينشي"، تنتشر بشكل لافت في المدن، بحسب المندوبية السامية للتخطيط، حيث أن عدم ممارسة هذه الشعيرة ينتشر أكثر في الأسر الحضرية والأسر الفردية، مشيرة إلى أن نسبة سكان المدن التي لم تقم بذبح الأضحية بلغت 5,9 بالمائة. وأبرز المصدر نفسه أن حوالي نصف الأسر الفردية (46,5 بالمائة) لم تقم بذبح الأضحية وتنخفض هذه النسبة إلى 0,8 بالمائة لدى الأسر المكونة من 6 أفراد فأكثر. وهكذا، وحسب المندوبية، فإنه كلما كان الفرد غنيا ومتعلما كلما مال إلى عدم أداء هذه الشعيرة الدينية. وبالفعل، فإن ما يقرب من 12 بالمائة من الأسر ضمن 10 بالمائة من الأسر الأعلى دخلا لا تمارس هذه الشعيرة مقابل أقل من 2 بالمائة من بين 10 بالمائة من الأسر المعوزة. كما تصل نسبة عدم أداء هذه الشعيرة إلى 11,6 بالمائة ضمن الأسر التي يسيرها شخص بمستوى تعليمي عال مقابل أقل من 4 بالمائة للأسر التي يسيرها شخص بدون مستوى تعليمي.