مريم المير من تطوان: لامس باحثون ومؤرخون بتطوان، مؤخرا، موضوع "الموريسكيين" المطرودين من ديارهم في بلاد الأندلس (إسبانيا الحالية)، إلى غاية أوائل القرن السابع عشر الميلادي، مستحضرين المعاناة الإنسانية لهذه الفئة، بحضور أسرة أحد أحفاد المورسكيين الباحث محمد قشتيلو الذي تم تكريمه في هذه الندوة. وفي مداخلة له بالندوة، طلب نجيب لوباريس رئيس مؤسسة ذاكرة الاندلسيين اسبانيا بخصوص القضية الموريسكية، بضرورة الرجوع إلى احترام كل بنود معاهدة تسليم غرناطة، لأنها معاهدة كانت "أبدية" وليس رهينة بزمن محدود كما توعد الملكان الكثولكيان، إضافة إلى ابطال كل المراسيم التي قضت بطرد المورسكيين من بلادهم. ودعا لوباريس المملكة الاسبانيا إلى احترام الدستور القائم على أساس لا ديني ومراجعتها للتعديل الاخير، وضرورة القيام بواجب الذاكرة اتجاه الموريسكيين ومنع الاحتفالات التي تقام في ذكرى الطرد وتجريم كل الكتابات التي تدعو إلى التمييز. من جانبه استنكر عبد العزيز السعود الباحث والمترجم في التاريخ وفي الحضارة الاسبانية، اقدام اسبانيا على طرد المورسكيين الذين تنصروا وأصبحوا اسبان، خاصة الطرد النهائي في 1609 الذي كان يعتبر طرد الجيل الثالث من المورسكيين متسائلا كيف تطرد الدولة الإسبانية أبناءها بعد اعتناقهم المسيحية؟. وانتقل السعود مع الموريسكيين إلى تطوان، حيث استحضر في مداخلته الحضور الموريسكي بها بعد نزولهم بشواطئها، ونشاطهم البحري الذي هدفوا من خلاله إلى الانتقام من النصارى، ثم الحصول على أسرى بغرض بيعهم بسوق النخاسة وكان مكان هذا الاخير بالغرسة الكبيرة حاليا حسب السعود. وفي مداخلة الكاتب الباحث حمزة بن علي الكتاني، فإنه اتهم الملوك الذين حكموا اسبانيا بهدم حضارة الاندلس، نافيا عنهم انتمائهم إلى اسبانيا، مرجعا أصلهم الحقيقي إلى فرنسا، معتبرا أياهم هم الغزاة الحقيقين وليس المسلمين الذين فتحوا الاندلس، حيث أشار إلى أن الوجود الاسلامي كان بالاندلس قبل الفتح، وأن ما حدث هو ثورة الاندلسيين بمن فيهم من المسلمين على القوط الحاكمين غير العادلين. هذا وقد عرف ختام الندوة تكريم الاستاذ محمد قشتيلو في شخص وزجته وابنيه بعدما تعذر حضوره لاسباب صحية، وقد جاء تكريمه لإسهاماته في القضية الموريسكية واهتمامه به التي افرزت كتابين هامين هما "محنة الاندلس" و" الموريسكيون في الاندلس وخارجها".