– غزلان اكزناي (صور زكرياء العشيري): لم يكن الالتئام الثقافي لخيرة كتاب المغرب الذي احتضنته مؤسسة محمد شكري محض صدفة، بل هي لمة لها جذور عميقة وعريقة ما استطاع الزمن اقتلاعها. فقد شهدت مدينة طنجة يوم 24 أكتوبر 2015 احتفاء خاصا بالقاص والروائي محمد الهرادي، وذلك بحضور كل من الناقد والروائي محمد برادة والكاتب يوسف فاضل والقاص أحمد بوزفور والقاص الأمين الخمليشي. وعن هدف هذا الاحتفاء، يقول رئيس مؤسسة محمد شكري و الاذاعي عبد اللطيف بنيحي :"سننهج هذا التقليد للاحتفاء ببعض الأسماء المتميزة في مجال الكتابة السردية والقصصية والروائية سيرا على النهج الذي كان يسير عليه محمد شكري ". ووفقا لما جاء في تصريح رئيس المؤسسة أن اختيار الكاتب محمد الهرادي مرتبط بعدة اعتبارات، أولا العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع بين محمد الهرادي ومحمد شكري ثانيا لأنهما معا ينتميان الى جيل واحد مضيفا " : لم ننتظر من هذا اللقاء تحليلا مفصلا لهذه التجربة التي أسهم بها محمد الهرادي ولكن نريد ان نحتفي به و أن نعقد صلة وطيدة فيها كل دفء المحبة ". أما الاسم الثاني الذي يشكل هذا الثالوث هو أحمد بوزفور الذي يعتبر من بين خيرة كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي والعالم، فهو رجل عاشق موله في كتابة القصة القصيرة، إضافة إلى الدكتور محمد برادة الذي رسخ قواعد النقد الموضوعي في مختلف الانتاجات الإبداعية المغربية وأساسا القصة والرواية والذي يعتبر كذلك طرفا لصيقا بهذا الثالوث، و القاص الأمين الخمليشي الذي يكتب بكيفية جيدة في القصة القصيرة رغم ضئالة مساهماته في هذا المجال. واعتبر الكاتب محمد الهرادي أن هذا الاحتفاء من طرف مؤسسة محمد شكري بأعماله المتواضعة تشريفا لكل الكتاب المغاربة، الكتاب الذين أسسوا منذ أوائل الستينيات مشروعا ثقافيا، حاولوا من خلاله ابراز القدرات الإبداعية للمغاربة، معتبرا أن مثل هذه اللقاءات مناسبة للتذكير بالانجاز الجيد في مجال الكتابة الروائية التي أنجزها محمد شكري والتي تحمل هذه المؤسسة اسمها. ومن جانبه يرى الروائي و الكاتب محمد برادة أن الاحتفاء أو الاهتمام أو إعادة رد الاعتبار للكتاب المبدعين هو شيء نحن في أمس الحاجة إليه لأن المبدعين المغاربة يمارسون الكتابة في ظروف صعبة، ليس هناك عدد كافي من القراء ووضع اعتباري يحتفي به الكتاب في الحياة العامة وإذن هي كل التفاتة بمثابة مساندة تسعف المبدع على الاستمرار في الإبداع والعطاء ولذلك محمد الهرادي من أوائل الذين أسهموا في إرساء دعائم الأدب الحديث ويستحق هذا الاهتمام، ولاشك أن هذه المناسبة ستذكر القراء برواياته وكتاباته التي تستحق القراءة والاهتمام. وأثنى القاص أحمد بوزفور على إبداعات الكاتب والروائي محمد الهرادي معبرا عن سعادته بمشاركته في هذا الاحتفاء الكريم بأخ عزيز وأحد الكتاب الرواد بالمغرب الحديث، كما جاء في تصريحه : "محمد الهرادي هو من صداقة تقارب نصف قرن أشترك معه في كثير من الاشياء ولم يكن ليفوتني أن أساهم في حفل لتكريمه" . يذكر أن هذه اللمة الثقافية جاءت مناسبة لتوقيع الكاتب محمد الهرادي اصداره الجديد بعنوان "دانتي" على اسم الشاعر الايطالي الشهير وهي رواية مكونة من ثلاثة أجزاء كما أنها محاولة لقراءة التاريخ ولكن من زاوية إبداعية تحاكي بنية الكوميدية الإلهية لدانتي ولكن بطريقة معكوسة، وتقدم تساؤلات وتأملات ووقائع تتعلق بالحرب الريفية وبلقاء الشاعر دانتي بالمناضل عبد الكريم الخطابي في الجنة في العالم الأخر.