الرواية المغربية و تداخل الواقعي بالمتخيل استحضارا لمجموعة من النصوص الروائية المغربية التي شكلت عدة منعرجات في المسيرة الإبداعية لثلة من كتاب الرواية بالمغرب كأحمد بوزفور و إدريس الخوري و محمد شكري و غيرهم، استضاف نادي المراسلين الصحفيين بآزمور والدائرة مساء الخميس 23 ماي الماضي، الروائي والناقد المغربي نور الدين صدوق، ابن عاشقة المجانين، مدينة آزمور، من خلال لقاء مفتوح في إطار المقهى الأدبي وذلك بفضاء مقهى «أبواب المدينة» رفقة كل من الشاعر المتميز إدريس الملياني رفيق دربه وشاهد عصره وكذا الصحافي محمد جليد الذي أطر هذا اللقاء الذي كان بمثابة تكريم واحتفاء فعلي بالناقد والروائي نور الدين صدوق، بفعل قوة الحضور المتميز الذي عرفته جنبات الفضاء المستضيف، حيث استطاع الشاعر إدريس الملياني من سرد مسار المحتفى به بطريقة مسترسلة انطلقت من مسقط رأسه مرورا بحياته الدراسية من مدرسة ابن حمديس بآزمور إلى البيضاء، حيث استطاب له المقام لحين إعلان تقاعده عن سلك التعليم ليتفرغ للكتابة مفرغا فيها كل طاقاته الإبداعية محاولا استدراك ما فاته من زمن الكتابة، وبخصوص الرواية عند نور الدين صدوق، فقد اعتبرها فنا ثقافيا بالدرجة الأولى وأن الكاتب الروائي يحتاج وعياً بعالمه، سيما أن العالم الروائي متسع ومتشعب، تعمره ثقافات وتداخلات بينها، وعلاقات وصراعات، ومن ثم يتحتم على المبدع الوعي بها لنجاح بنائه وعالم روايته، لذا فهو يجد أن روائيي العصر الحالي كانوا يعون حركة بناء عالمهم الروائي، في الوقت الذين يعون قدرة هذه الأبنية على استثارة علاقات أخرى في ذهن المتلقي. لينعرج الروائي والناقد نور الدين صدوق في قراءة لبعض من كتاباته التي استلهمت من وحي « الروائي « مستحضرا العلاقة التي كانت تربطه لسنوات طويلة بالكاتب والروائي والمترجم المغربي الراحل محمد زفزاف، واصفا وبدقة متناهية صديقه محمد زفزاف الذي يعتبر ملهم الكتاب المغاربة وأحد رواد القصة القصيرة في المغرب والعالم العربي. ليختم اللقاء الثقافي بقراءات شعرية للشاعر إدريس الملياني وتقدم بعدها مجموعة من تذكارات نادي المراسلين الصحافيين بآزمور، سواء للمحتفى به أو لرفاق دربه ومن تجشموا عناء مرافقته لمربع طفولته مدينة آزمور.