–عصام الأحمدي: كثيرا ما ارتبطت المسلسلات الانتخابية في مدينة طنجة، بأسماء عائلية محددة دون غيرها، وفي أكثر من محطة انتخابية، ترددت هذه الأسماء بالرغم من اختلاف شخصها .. ومحطة 4 شتنبر 2015، ليست استثناء، فهي التي عرفت عودة قوية لشخصيات تحمل اسما عائليا واحدا، بعد أن كان صدها قد تراجع خلال محطات سابقة. وتعيد اتهامات رئيس مقاطعة مغوغة المنتهية ولايته، عبد العزيز بن عزوز، عائلات بعينها وأبناء عرق محدد، على حظوظ التزكية باسم الحزب الذي قدم استقالته منه مؤخرا، للترشح في مختلف المحطات الانتخابية، الحديث هيمنة أشخاص بعينهم على الحقل الانتخابي في مدينة البوغاز. وباستعراض مجموعة من الأسماء المرشحة لانتخابات 2015، فإنه يتبين واقع المسلسل الانتخابي في طنجة، لم يبرح ماضيه، الذي استمر إلى اليوم، مع تشبث أشخاص معينين بقبضتهم على المجال السياسي، بينما لجأ آخرون إلى الدفع بأبنائهم وأقاربهم "لتمثيل العائلة" في المجالس المنتخبة المحلية، دون إغفال أسماء جديدة وفدت على الساحة الانتخابية، كنوع من أنواع تنزيل مبدأ تجديد النخب في الساحة السياسية. وشكل قرار إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خوض غمار انتخابات 2015 كمرشح جهوي انطلاقا من مسقط رأسه بإقليم الحسيمة، دفعة معنوية لشقيقه الأصغر فؤاد العماري، الذي شغل منصب عمدة لمدينة طنجة، منذ سنة 2010، الذي لم يخفي مرارا طموحه العودة إلى رئاسة الجماعة الحضرية لطنجة، تزامنا مع طموح شقيقه بالاستحواذ على منصب رئيس الجهة. وقبل سنوات قليلة، وفي خضم تنامي المطالبة بفتح المجال أمام الطاقات الشبابية لتحمل المسؤولية السياسية، برز اسم ناشط سياسي مغمور كمرشح عن حزب التجمع الوطني للأحرار للانتخابات البرلمانية 2011، ويتعلق الأمر بحسن بوهريز،الذي ليس سوى نجل المنسق الجهوي لحزب "الحمامة"، محمد بوهريز، الذي سبق أن شغل عدة مناصب تمثيلية سواء في البرلمان أو الجماعات المحلية. والحديث عن حضور "عائلة بوهريز"، في الحقل السياسي بطنجة، لا يتوقف عند الابن حسن، الذي يخوض حاليا غمار الحملة الانتخابية الجارية، كمرشح بمقاطعة بني مكادة، ففي دائرة انتخابية قريبة جدا، توجد مرشحة أخرى تنتمي إلى نفسي العائلة، وهي وكيلة لائحة الحزب في مقاطعة مغوغة، سعيدة شاكر، التي ليست سوى خالة المرشح حسن وشقيقة زوجة المنسق الجهوي، وهما اسمين أتيحت لهما فرصة دخول البرلمان معا سنة 2011، ممتطيين لظهر "الحمامة". وإذا كان هناك عائلات انتخابية، قد سلكت أسلوب توريث المناصب السياسية لأبنائها، كطريقة لتجديد النخب، فإن هناك شخصيات مازالت تصر على خوض غمار الانتخابات بنفسها، في تحدي واضح لعوامل الزمن والشيخوخة، وهنا يبرز كل من عبد الرحمن الأربعين وعبد السلام الأربعين، وهما معا مرشحين عن حزب الاستقلال في الانتخابات المقررة هذا الأسبوع. كما أن هناك أسماء عائلية مشتركة بين مرشحين في طنجة، سبق أن شغلوا مناصب تمثيلية، مثلا رئيس مقاطعة بني مكادة المنتهية ولايته، محمد الحمامي، الذي كان إلى حدود الفترة الانتدابية الأخيرة عضوا بالمجلس الجماعة إلى جانب شقيقه امحمد الحمامي. وفي نفس الفترة الانتدابية الأخيرة، حضر كل من عمر مورو، المنتخب حديثا رئيسا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة، إلى جانب شقيقه عبد النبي مورو، المرشح الحالي في لائحة مستقلة بمقاطعة مغوغة، وهما معا نجلي مسؤول جماعي سابق، وهو الراحل إلى دار البقاء، حمادي مورو.