– عصام الأحمدي: ما زالت قرارات شركة الخطوط الجوية المغربية، المعروفة ب "لارام"، التي أفضت إلى تقليص أعداد الخطوط الرابطة بين مدينة طنجة ومجموعة من العواصم، ترخي بظلالها على حركة النقل الجوي بمطار طنجة، حيث كان حظ مدينة البوغاز من الانتعاشة التي عرفتها عدة مطارات بالمملكة، ضئيلا جدا. وفي الوقت الذي عرف فيه عدد المسافرين الذين استعملوا مطارات عدة بالمملكة، على رأسها مطار مراكش، ارتفاعا ملموسا بنسب كبيرة، لم تتجاوز نسبة هذا الارتفاع في مطار بن بطوطة الدولي، نسبة 5 في المائة، خلال شهر يوليوز الماضي. وتذيل مطار بن بطوطة الدولي بطنجة، قائمة المطارات التي عرفت انتعاشة مهمة خلال الشهر الماضي حيث تصدر مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء قائمة عدد المسافرين المتوافدين على مختلف مطارات المملكة من داخل المغرب وخارجه خلال شهر يوليوز الماضي بنسبة 48,79 في المائة، متبوعا بمطار مراكش المنارة ب 17,6 في المائة وأكادير المسيرة ب7,55 في المائة ثم طنجة بن بطوطة بنسبة 5,54 في المائة. وتعد هذه النسبة التي حققها مطار طنجة، خلال شهر يوليوز، ضئيلة جدا، وتعكس بوضوح أزمة القطاع السياحي الذي تعاني منه مدينة البوغاز، جراء أسباب عديدة من ضمنها قرارات شركة الخطوط الملكية المغربية، بتقليص أعداد خطوطها الرابطة بين طنجة وعواصم عالمية. وقامت "لارام"، خلال الشهور الماضية، بإلغاء رحلاتها التي تربط طنجة بكل من برشلونة ومدريد الإسبانيتين، بالإضافة إلى العاصمة الإنجليزية لندن، كما قلصت رحلاتها إلى بروكسيل البلجيكية وأمستردام الهولندية من ثلاث رحلات إلى رحلة واحدة، وإلى رحلتين عوض أربع رحلات إلى باريس الفرنسية. وأثار القرار، استنكار العديد من الفعاليات الاقتصادية بالمدينة، التي أكدت أن الخطوة ستتسبب لا محالة بزعزعة الإقتصاد المحلي والوطني، حيث عبرت غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بطنجة، عن تنديدها وإستياءها العميق لهذه الخطوة، معتبرة أنها تتنافى ومسلسل التنمية التي تعرفه مدينة البوغاز، والذي يقضي دعم الإستثمار وتكريس الجهود من أجل دعم منتوج المدينة السياحي والإقتصادي، خصوصا في ظل مشروع "طنجة الكبرى". وفي سبيل إيجاد حل لهذه المعضلة، طالبت الغرفة من الشركة، بالتراجع عن هذا القرار المجحف في حق المدينة، وإستشاراتها مستقبلا قبل الإلتجاء إلى مثل هذه الخطوات، وكذا التدخل الفوري والعاجل لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك من أجل الحد من هذه العراقيل التي تهدد النهضة التنموية للمدينة وتساهم أيضا في المس بالإقتصاد الوطني.