- وكالات: نشرت صحيفة لكسبرس الفرنسية تقريرا حول الأجهزة المتصلة بالإنترنت، التي قد تمثل سلاحا ذا حدين، يمكن أن يسهل الحياة اليومية، أو يؤدي لانتهاك الخصوصية وتعريض حياة المستخدم للخطر. وأكد التقرير أن السيارات وأجهزة التلفاز والطائرات دون طيار وأجهزة تنظيم ضربات القلب، مثلها مثل الحواسيب المتصلة بالإنترنت، قابلة للاختراق والقرصنة، ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية. وقالت الصحيفة، إن شركة صناعة السيارات الإيطالية فيات كرايسلر اضطرت لسحب أكثر من مليون سيارة، من أجل إجراء بعض التعديلات على نظام الاتصالات فيها، بعد أن تمكن اثنان من الباحيثن من إثبات إمكانية قرصنة نموذج من سيارة "جيب شيروكي" عن بعد. وأضافت أن الباحثين الأمريكيين شارلي ميلر وكريس فالاساك، بعد أن تمكنا من قرصنة السيارة "الجيب شيروكي"، قاما بالسيطرة على المذياع وعداد السرعة فيها، أي قاما بتخفيض سرعة السيارة، بالرغم من محاولات السائق إعادة السيطرة على السيارة. وأفادت الصحيفة أن فريق "جي أف ك" الألماني للبحوث حذر من أن ملياري جهاز متصل بالإنترنت سيتم بيعهم في سوق فرنسا، وذلك بحلول سنة 2020، مؤكدة أن المنزل الفرنسي سيحوي أكثر من ثلاثين جهاز متصل بالإنترنت، خلال خمس سنوات من الآن، مشيرة أن هذا الارتباط الكبير بالشبكة العنكبوتية يجعل الأجهزة قابلة للاختراق والقرصنة والتحكم فيها عن بعد. كما ذكرت أن منتدى "بلاك هات" أو "القبعة السوداء"، الذي انعقد في مدينة لاس فيغاس الأمريكية في 2013، أفسح المجال لخبراء الإعلامية في العالم للالتقاء وتبادل الخبرات، وكان أحد الهاكرز الكوريين، الذي ينشط تحت اسم "بايست"، ويعمل مستشارا في الحماية الإعلامية لدى شركة "سامسونج"، قد أكد أن أجهزة التلفاز المتصلة بالإنترنت، مثلها مثل الحواسيب، يمكن اختراقها حيث تمكن هو من التقاط صور لمشاهدي التلفاز، وتصوير مقاطع فيديو في المباشر. وأضافت أن قرصانين قد أثبتا، خلال المنتدى ذاته، إمكانية اختراق أجهزة التلفاز الذكية من خلال البرامج التواصلية المحملة عليها؛ مثل تطبيق "فايسبوك" أو "سكايب". وأكدت أن طريقة اختراق التلفاز الذكي مطابقة لطريقة اختراق الحاسوب. وقالت الصحيفة إن الطائرات دون طيار، التي يتم استعمالها في عدة مجالات منها الترفيه والنقل والدفاع، ليست بمنأى عن الاختراق، حيث أثبت باحث هندي، يدعى راهول ساسي، قدرته على تحويل وجهة طائرة دون طيار، وذلك من خلال زرع برمجية تشبه "الباب الخلفي"، الذي يمكنه من الولوج إلى نظام التحكم فيها، ومواصلة السيطرة عليها، حتى بعد إعادة ضبط الجهاز. كما أفادت أن قراصنة العالم الافتراضي يحاولون غزو عالم الأجهزة الطبية المتطورة أيضا؛ على غرار الروبوت الجراح "رايفن 2" الذي يمكنه تعويض الجراح، بفضل ذراعيه المرنين والكاميرات المتطورة الخاصة به، الذي نجح في التجربة التي وقعت في 2001 عندما قام جراح في نيويورك بإجراء عملية لمريض في فرنسا، و لهذا فإنه لم يقع تعميم هذه التقنية التي بإمكانها إحداث ثورة في عالم الطب، مخافة تعرض الروبوت للقرصنة، الأمر الذي قد يودي بحياة المريض. وأضافت أن الباحثين تمكنوا من اعتراض الأوامر الموجهة للروبوت، في ثلاث مناسبات مختلفة، ليتمكنوا بعد ذلك من السيطرة كليا على الروبوت، وإيقافه عن العمل. وأشارت إلى أن هذا الأمر يجعل حياة المريض أو موته رهن ضغطة زر من قبل القرصان، كما أنه بالإمكان الولوج إلى نظام الفيديو الخاص ب"رايفن 2" ومشاهدة العملية الجراحية على المباشر. وفي الختام، أشارت "لكسبرس" إلى أن أجهزة تنظيم ضربات القلب معنية بالأمر أيضا؛ حيث تمكن بارنابي جاك، وهو خبير في السلامة المعلوماتية، من اختراق نموذج من هذه الأجهزة، وافتعال شحنات كهربائية من شأنها أن تتسبب في أزمة قلبية، لو كان الجهاز متصلا بإنسان، هذا الاختراق من شأنه أن يتسبب في "اغتيالات مجهولة" و"عمليات قتل بالجملة".