تشكل زيارة المقابر في يوم 26 رمضان، عادة راسخة لدى سكان مدينة طنجة، يحرصون بموجبها على الترحم على موتاهم في هذا اليوم الذي يعتقد انه يسبق ليلة القدر. في مقبرة المجاهدين، يتوافد مئات من المواطنين شيبا وشبابا لزيارة مراقد احبائهم وأقربائهم الذين رحلوا الى دار البقاء، كالتفاتة وفاء لهم وتخليد ذكراهم. امام احد المراقد في هذا المدفن الذي يعتبر الاكبر من نوعه في طنجة، تجلس امرأة مسنة وهي تردد بعض الأدعية والابتهالات ترحما على زوجها الذي رحل عن الدنيا قبل سبع سنوات، وغير بعيد عنها يتعالى صوت قارئ يتلو آيات من الذكر الحكيم نزولا عن رغبة امرأة أخرى نظير مبلغ من المال تقدمه كصدقة على روح والدتها الراقدة في هذا القبر. “اليوم 26 رمضان، ياتي الناس الى المقبرة بأعداد كبيرة اكثر من الأيام العادية لزيارة قبور آبائهم او أقاربهم”، يقول رجل في الستينات من العمر متحدثا لجريدة طنجة 24 الالكترونية، التي صادفته خلال رصدها لمظاهر هذا الطقس الاجتماعي. فيما يرى شاب من رواد المقبرة، أن زيارة قبور المتوفين من الأهل والأحبة في هذا اليوم، ليست منحصرة في هذا اليوم فقط “نتذكرهم دائما ونزورهم كل يوم جمعة طوال سنة”. بزيها التقليدي المعروف في منطقة شمال المغرب، تشق امرأة مسنة طريقها وسط عشرات المراقد، قاصدة قبر أحد اقربائها للترحم عليه في هذا اليوم. “الناس ياتون للترحم على موتاهم من خلال قراءة القرآن على ارواحهم والتصدق من أجلهم، وأيضا العناية بقبورهم”. يشرح شاب يرافق رواد المقبرة اجواء يوم 26 رمضان.