– محسن الصمدي: "كانجيبو الساعة والسلام ".. بهذه العبارة يصف خالد وأصدقاءه تحلقهم حول طاولة اللعب طيلة يوم رمضان، أملين أن تمر الساعات والدقائق بشكل أسرع وأن يصل موعد الإفطار المنتظر، دون عناء أو شعور بالجوع والعطش. وإختيار خالد لعبة "البارشيس" أو "البارتشي"، من أجل قضاء الوقت رفقة أصدقاءه دون بقية الألعاب الأخرى، لما توفره هذه الأخيرة من متعة وحماس، بخلقها لجو من الندية والتنافس من خلال حاجة لاعبيها لإستخدام تكتيكات وخطط معينة، وكذا شهرتها الكبيرة بكل من إسبانيا وشمال المغرب. ويعتبر "البارتشي" (لعبة النرد) من أشهر ألعاب الطاولة وأكترها إنتشارا بمدينة طنجة، حيث يحرص أصحاب المقاهي الشعبية على توفيرها للمرتادين قصد إجتذاب أكبر عدد ممكن منهم، فهم يعلمون علم اليقين أن أغلبهم يأتون إلى المقهى فقط من أجل لعب البارتشي والإلتقاء بالأصدقاء. وترجع أصول هذه اللعبة، إلى القرن 15 بالهند، وهي لعبة ألواح استراتيجية ذات شعبية في كل من إسبانيا و شمال المغرب تلعب بنرد و أربعة أقراص لكل لاعب، بحيث يحاول كل لاعب إيصال أقراصه انطلاقا من نقطة البداية (الدار) إلى الهدف النهائي، محاولا خلال مسيرته أن يعرقل مسار منافسيه بتقنيات الالتهام و السدود، واللاعب الأول الذي يوصل أقراصه كاملة للخانة النهائية يعتبر فائزا. ويقول أحمد، النادل بإحدى المقاهي الشعبية بطنجة، أن زبناء "البارتشي" كما يطلق عليهم، أصبحوا معروفين لدى الجميع فبمجرد دخولهم إلى المقهى تجدهم يلتفتون يمنة ويسرة باحثين عن طاولة اللعب علهم يجدونها مختبئة في إحدى زوايا المحل. ويضيف أحمد، في حديث لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن هذه اللعبة الموجودة بشكل شبه حصري في مدن الشمال (طنجة، تطوان، أصيلة...)، أصبحت ضمن العادات المرتبطة بشهر رمضان الكريم، حيث أن بعض الأشخاص يرابطون بالمقهى طيلة اليوم رغم الصيام، من أجل اللعب وقضاء وقت ممتع، وقد يستمر ذلك إلى حتى فترة الليل والسحور. أما العربي، الذي يصف نفسه بمدمن لعبة "البارتشي"، فيقول أن لعب هذه الأخيرة له متعة خاصة في هذا الشهر الكريم، فتوفر وقت الفراغ بشكل كبير وكذا الأجواء الحميمية والروحية الموجودة به، كلها تساهم في جعل هذه الأوقات لا تعوض خصوصا إذا قضاها الشخص في ممارسة لعبته المفضلة مع أصدقاءه أو أفراد عائلته. ويؤكد العربي، أن علاقتهم الطبية مع أصحاب المقاهي هي ما مكنتهم من الجلوس فيها خلال الفترة الصباحية من ايام رمضان، حيث أن هذه الأخيرة تقفل ابوابها بسبب صيام الزبناء، إلا