: المنيذر الافريقي هو اسم لصحابي ذكرته مصادر عديدة على أنه الصحابي الوحيد الذي ثبت دخوله إلى الأندلس، وكان ذلك مع موسى بن نصير في حملاته الغازية للجزيرة الايبيرية. وبما أن طنجة كانت منطلق الجيوش الاسلامية الفاتحة لأرض الأندلس فلا شك أن هذا الصحابي وطئت قدماه أرض طنجة خلال العبور نحو الأندلس أو أثناء العودة وهو المعروف عنه بعودته من الأندلس نحو افريقية حيث عاش أواخر حياته في ما تعرف اليوم بطرابلس العاصمة الليبية إلى أن توفي بها. ويعد قبر هذا الصحابي من المقابر المعروفة في العاصمة الليبية، طرابلس، حيث دفن بالمقبرة التي حملت اسمه من بعد وهي مقبرة "سيدي منيذر". وهنا ندرج بحث المؤرخ الطنجاوي رشيد العفاقي الذي أنجزه حول هذا الصحابي فيما يخص اسمه وصحبته للرسول صلى الله عليه وسلم وكل التفاصيل المتعلقة بهذه الصحبة الجليلة وكذا حديثه الذي رواه عن الرسول الكريم محمد (ص). اسمه ونسبه المُنيذر الإفريقي، هذا هو اسم الصحابي الذي تذكر بعض المؤلفات التاريخية أنه دخل الأندلس. لا يُعرف له نسب ولا سلف. فاسمه كما ورد هو تصغير المنذر. قال ابن عبد الملك: "كل من ذكر هذا الرجل فيما وقفتُ عليه فإنما سمّاه المنيذر على لفظ تصغير منذر"[1]. ويُفسِّر ابن بشكوال عِلّة تصغير الاسم فيقول: "يُقال فيه المنيذر لكونه من أحداث الصّحابة رضي الله تعالى عنهم"[2]. ونعْتُ بعضهم إياه باليماني يُفيد أنّ إفريقية (وهي البلاد التي تسمى حاليا بتونس) دار هجرته، وليست موطن أسرته، ومولده. وفي الترجمة التي عقدها له ابن عبد الملك المراكشي في "الذيل" ذُكر أنه "من مدحج، ويُقال من كندة"[3]، وهذا يُؤكِّد الأصل اليماني للمُنيذر. صُحْبَة المنيذر للنَّبِيِّ أكّد صُحبته للنَّبِيِّ (ص) غير واحد من العلماء والمحدّثين، منهم البخاري، قال: "هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم"[4]. كما أدرجه في عداد الصحابة ابن عبد البر الأندلسي، فقال: "وكان صاحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم"[5]. ونقل ابن حجر عن ابن يونس قوله: إنه "رجلٌ من أصحاب النبي (ص)"[6]. وروى المؤرخون أنه دخل مصر، ولهم (أي لأهل مصر) عنه حديث، ثم سكن إفريقية[7]. دخول المنيذر للأندلس قال المؤرخ الناقد ابن عبد الملك: "المنيذر الإفريقي، له صُحبة، دخل الأندلس، فيما ذكر عبد الملك بن حبيب، حكاه عنه الرازي"[8]. وزاد بعضهم: أنه "دخل الأندلس مع مُوسى بن نُصير غازيا"[9]. الحديث الذي يرويه المنيذر الحديث الذي يرويه المنيذر الإفريقي، نجده في كًتب المشارقة، كما نجده في أسانيد الأندلسيين والمغاربة، قال المقري في ترجمة المنيذر: "وذكره أبو علي ابن السكن في "الصحابة"، وقال: رُوي عنه حديث واحد"[10]. وقد وقف ابن عبد الملك على أصل هذا النقل، ولكن في كتاب آخر لابن السكن المذكور، قال: "ووقع في نُسختي من "الحُروف" لأبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن، فقال: "رُوِيَ عنه حديث واحد، وأرجو أن يكون صحيحا، قيل فيه: إنّ له صحبة، وليس بمشهور، فخرّج حديثه عن أهل مصر... حدثنا محمد بن هارون الحضرمي ببغداد قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: حدثنا يحيى بن غيلان الأسلمي قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن حُيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن [الحبلي]، عن المنيذر صاحب النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان يسكن إفريقية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من قال: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيًّا، فأنا الزعيم لآخذن بيده فلأدخلنه الجنة[11]. والحديث أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة[12]. الرُّوَاة عن المنيذر أبو عبد الرحمن الحُبُليّ، هو الراوي الوحيد عن المنيذر الإفريقي. و"الحُبُلي، بضَمِّ الحاء المهملة والباء الموحّدة، منسوب إلى حيٍّ من اليمن من الأنصار، يُقال لهم: بنُو الحُبُلي"[13]. *المراجع: [1] الذيل والتكملة، ج.8 ، ص.379-380 [2] المقري، نفح الطيب، ج.3 ، ص.6 [3] الذيل والتكملة، ج.8 ، ص.379-380 [4] البخاري، التاريخ الكبير، ج.7 ، ص.379 (رقم 2221) [5] الاستيعاب، ص.715 [6] الإصابة، ج.10 ، ص.344 [7] الذيل والتكملة، ج.8 ، ص.379-380