: عرف المغرب بعد ثبوت الفتح الاسلامي به وفتح الاندلس بعد ذلك، وفود أعداد كبيرة من مسلمي الشرق العربي، منهم من كان يستقر بالمغرب ومنهم من كان يتخذه معبرا إلى الأندلس. ومن بين تلك الاعداد الكبيرة، كان عدد لا بأس به من الصحابة والتابعين الذين وفدوا على المغرب والأندلس في مهمات عديدة يبقى أبرزها الجهاد لنشر الاسلام أو تفقيه المسلمين الجدد حقيقة هذا الدين الذي أتى للناس جميعا. ومن جملة هؤلاء الخاصة من الناس نذكر هنا التابعي بكر بن سوادة الذي تذكره بعض المصادر كأحد التابعين الذين جازوا المضيق نحو الأندلس كما سنقرأ في هذا المقال المأخوذ من بحث المؤرخ رشيد العفاقي. من يكون بكر بن سوادة ؟ بكر بن سوادة بن ثُمامة الجذامي. يكنى أبا ثُمامة. وهو من التابعين الداخلين الأندلس. قال ابن يونس: وجَدُّه ثمامة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم[1]. وذكر الحميدي أنه كان : (كان فقيها مفتيا من التابعين)[2]. وقال المقري: (وكان بكر هذا فقيهاً كبيراً من التابعين)[3]. دخوله إفريقية والأندلس قال أبو بكر عبد الله بن محمد القيرواني المالكي في (رياض النفوس) وقد ذكر بكراً هذا: إنه (كان أحد العشرة التابعين، يعني الموجهين إلى إفريقية من قبل عمر بن عبد العزيز في خلافته ليُفَقِّهُوا أهل إفريقية ويُعَلِّمُوهُم أمر دينهم)[4]. وذكره الحميدي في عداد التابعين الداخلين الأندلس[5]، ونقل المقري ذلك[6]. وقال ابن يونس: (كان فقيهاً مفتياً، سكن القيروان)[7]. الصحابة الذين يروي عنهم أدرك بكر بن سوادة الجذامي جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، وروى عنهم، منهم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وقيس بن سعد بن عبادة، وسهل بن سعد الساعدي، وسفيان بن وهب الخولاني، وحِبّان بن سمح الصدائي وهو ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر. وأبو ثور الفهمي، وأبو عميرة المزني[8]. الرُّواة عنه وممن روى عن بكر بن سوادة الجذامي : عبد الله بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، وجعفر ابن ربيعة، وأبو زرعة ابن عبد الحكم الإفريقي، وغيرهم[9]. الأحاديث التي يرويها قال ابن يونس : (وله بمصر حديث رواه عمرو بن الحارث. وأغرب بحديث عن عقبة بن عامر، لم يروه غيره فيما علمت، حدث عبد الله بن لهيعة عنه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (إذا كان رأس مائتين فلا تأمر بمعروف، ولا تنه عن منكر، وعليك بخاصّة نفسك))[10]. ويروي بكر بن سوادة أحاديث غير ما ذُكر، منها حديث النّبى صلى الله عليه وسلم، قال:(مَنْ صَلّى عَلَيَّ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْزِلْهُ[11] المَقَامَ المحمُودَ المُقَرَّبَ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ كَانَ فىِ شَفَاعَتِى)[12]. ومنها حديث : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى صلاة غير ساهٍ ولا لاهٍ كفّر عنه ما كان قبلها من سيئة)[13]. وفاته قال ابن يونس: (توفي بإفريقية في خلافة هشام بن عبد الملك، وقيل غرق في مجاز الأندلس، سنة ثمان وعشرين ومائة)[14]. وذكر الحميدي في ترجمته: (قيل: إنه غرق في مجاز الأندلس سنة ثمان وعشرين ومئة. وقيل: إنه مات بإفريقية في أيام هشام بن عبد الملك، فالله أعلم)[15]. المراجع [1] تاريخ ابن يونس 1/70-72 (183) [2] جذوة المقتبس، ص.255 تحقيق: بشار عوّاد [3] نفح الطيب 3/56 [4] نفسه (1/71) [5] جذوة المقتبس، ص.255 (رقم 334) [6] نفح الطيب 3/56 [7] تاريخ ابن يونس، ج.1 ، ص.70-72 رقم 183 ، نفح الطيب 3/56 [8] جذوة المقتبس، ص.255 [9]تاريخ ابن يونس 1/70-71 (183) [10] تاريخ ابن يونس 1/71-72 (183) [11] عند ابن عبد الحكم : أَعْطِهِ [12] طبقات الصوفية للسلمي، ص. 76 - فتوح مصر لابن عبد الحكم، ص.306 [13] فتوح مصر لابن عبد الحكم، ص.319 رقم 143 [14] تاريخ ابن يونس 1/70-71 (183)، نفح الطيب 3/56 [15] جذوة المقتبس، ص.255 (رقم 334) طنجة 24: عرف المغرب بعد ثبوت الفتح الاسلامي به وفتح الاندلس بعد ذلك، وفود أعداد كبيرة من مسلمي الشرق العربي، منهم من كان يستقر بالمغرب ومنهم من كان يتخذه معبرا إلى الأندلس. ومن بين تلك الاعداد الكبيرة، كان عدد لا بأس به من الصحابة والتابعين الذين وفدوا على المغرب والأندلس في مهمات عديدة يبقى أبرزها الجهاد لنشر الاسلام أو تفقيه المسلمين الجدد حقيقة هذا الدين الذي أتى للناس جميعا. ومن جملة هؤلاء الخاصة من الناس نذكر هنا التابعي بكر بن سوادة الذي تذكره بعض المصادر كأحد التابعين الذين جازوا المضيق نحو الأندلس كما سنقرأ في هذا المقال المأخوذ من بحث المؤرخ رشيد العفاقي. من يكون بكر بن سوادة ؟ بكر بن سوادة بن ثُمامة الجذامي. يكنى أبا ثُمامة. وهو من التابعين الداخلين الأندلس. قال ابن يونس: وجَدُّه ثمامة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم[1]. وذكر الحميدي أنه كان : (كان فقيها مفتيا من التابعين)[2]. وقال المقري: (وكان بكر هذا فقيهاً كبيراً من التابعين)[3]. دخوله إفريقية والأندلس قال أبو بكر عبد الله بن محمد القيرواني المالكي في (رياض النفوس) وقد ذكر بكراً هذا: إنه (كان أحد العشرة التابعين، يعني الموجهين إلى إفريقية من قبل عمر بن عبد العزيز في خلافته ليُفَقِّهُوا أهل إفريقية ويُعَلِّمُوهُم أمر دينهم)[4]. وذكره الحميدي في عداد التابعين الداخلين الأندلس[5]، ونقل المقري ذلك[6]. وقال ابن يونس: (كان فقيهاً مفتياً، سكن القيروان)[7]. الصحابة الذين يروي عنهم أدرك بكر بن سوادة الجذامي جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، وروى عنهم، منهم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وقيس بن سعد بن عبادة، وسهل بن سعد الساعدي، وسفيان بن وهب الخولاني، وحِبّان بن سمح الصدائي وهو ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر. وأبو ثور الفهمي، وأبو عميرة المزني[8]. الرُّواة عنه وممن روى عن بكر بن سوادة الجذامي : عبد الله بن لهيعة، وعمرو بن الحارث، وجعفر ابن ربيعة، وأبو زرعة ابن عبد الحكم الإفريقي، وغيرهم[9]. الأحاديث التي يرويها قال ابن يونس : (وله بمصر حديث رواه عمرو بن الحارث. وأغرب بحديث عن عقبة بن عامر، لم يروه غيره فيما علمت، حدث عبد الله بن لهيعة عنه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (إذا كان رأس مائتين فلا تأمر بمعروف، ولا تنه عن منكر، وعليك بخاصّة نفسك))[10]. ويروي بكر بن سوادة أحاديث غير ما ذُكر، منها حديث النّبى صلى الله عليه وسلم، قال:(مَنْ صَلّى عَلَيَّ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْزِلْهُ[11] المَقَامَ المحمُودَ المُقَرَّبَ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ كَانَ فىِ شَفَاعَتِى)[12]. ومنها حديث : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى صلاة غير ساهٍ ولا لاهٍ كفّر عنه ما كان قبلها من سيئة)[13]. وفاته قال ابن يونس: (توفي بإفريقية في خلافة هشام بن عبد الملك، وقيل غرق في مجاز الأندلس، سنة ثمان وعشرين ومائة)[14]. وذكر الحميدي في ترجمته: (قيل: إنه غرق في مجاز الأندلس سنة ثمان وعشرين ومئة. وقيل: إنه مات بإفريقية في أيام هشام بن عبد الملك، فالله أعلم)[15]. المراجع [1] تاريخ ابن يونس 1/70-72 (183) [2] جذوة المقتبس، ص.255 تحقيق: بشار عوّاد [3] نفح الطيب 3/56 [4] نفسه (1/71) [5] جذوة المقتبس، ص.255 (رقم 334) [6] نفح الطيب 3/56 [7] تاريخ ابن يونس، ج.1 ، ص.70-72 رقم 183 ، نفح الطيب 3/56 [8] جذوة المقتبس، ص.255 [9]تاريخ ابن يونس 1/70-71 (183) [10] تاريخ ابن يونس 1/71-72 (183) [11] عند ابن عبد الحكم : أَعْطِهِ [12] طبقات الصوفية للسلمي، ص. 76 - فتوح مصر لابن عبد الحكم، ص.306 [13] فتوح مصر لابن عبد الحكم، ص.319 رقم 143 [14] تاريخ ابن يونس 1/70-71 (183)، نفح الطيب 3/56 [15] جذوة المقتبس، ص.255 (رقم 334)