– و م ع: يعكس التبرع بالدم، الذي يعتبر مبادرة نبيلة وحيوية تمكن من إنقاذ كل يوم حياة الآلاف من المحتاجين عبر العالم، الحس الأخلاقي العالي الذي يرمز للقيم الإنسانية المتمثلة، على الخصوص، في التضامن والتعاطف مع الآخر. ويبقى توجيه الشكر للمتبرعين بالدم المنتظمين ودون مقابل، لمبادرتهم بإعطاء جزء من دمهم، هدف اليوم العالمي للمتبرعين بالدم (14 يونيو)، الذي يحتفى به هذه السنة تحت شعار "شكرا على إنقاذ حياتي". وتروم الحملة التي تنظمها المنظمة العالمية للصحة، بهذه المناسبة، على توجيه الشكر إلى المتبرعين بالدم الذين ينقذون حياة الناس كل يوم بفضل تبرعهم بالدم، وتشجع بقوة المزيد من الناس، من جميع أنحاء العالم، على أن يتبرعوا بدمهم طوعيا وبانتظام. كما تهدف هذه الحملة إلى تسليط الضوء على القصص التي يرويها أõناس نجوا من الموت بفضل التبرع بالدم، وذلك لتحفيز المتبرعين بالدم بانتظام على الاستمرار في التبرع بدمهم، وتحفيز الأشخاص في صحة جيدة الذين لم يتبرعوا بدمهم من قبل، وخصوصا الشباب، على أن يحذوا حذوهم. وعلى غرار باقي البلدان، يحتفل المغرب بهذا اليوم العالمي الذي يشكل مناسبة للوقوف على الإنجازات وعلى التحديات التي يجب رفعها في مجال التبرع بالدم. وفي هذا الصدد، وعلى المستوى الوطني، تم توزيع 453 ألف و736 كيسا من الدم على المستشفيات خلال سنة 2014، ما يمثل نسبة ارتفاع بلغت 10,45 في المائة مقارنة مع سنة 2013. من جانبه، تمكن المركز الوطني لتحاقن الدم من تحقيق إنجاز نوعي في مجال عدد المتبرعين بالدم خلال السنوات الثلاثة الأخيرة (111 ألف و819 متبرع بالدم)، أي بنسبة ارتفاع بلغت 18 في المائة. وأن عدد المتبرعين بالدم وصل إلى 296 ألف و946 شخص خلال سنة 2014، مقابل 314 ألف و464 متبرع سنة 2013. وحسب مدير المركز الوطني لتحاقن الدم محمد بنعجيبة فإن نسبة التبرع بالدم تبقى ضعيفة مقارنة مع عدد السكان (0,95 في المائة)، وهي لا تتعدى الحد الأدنى المتمثل في 1 بالمائة، الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو كالمغرب. وعزا بنعجيبة تدني عدد المتبرعين بالدم المنتظمين إلى ضعف ثقافة حقيقية للتبرع بالدم في المغرب، معتبرا أن التبرع بالدم الطوعي والمنتظم سيمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي على الصعيد الوطني. وبعد أن سطر كهدف له خلال الفترة ما بين 14 و30 يونيو الجاري جمع 13 ألف كيس من الدم، يسعى المركز الوطني لتحاقن الدم، خلال السنة الجارية، الى ضمان جودة وسلامة الدم المتبرع به ونشر ثقافة التبرع بالدم داخل المجتمع المغربي، والرفع من عدد الفرق المتنقلة لتقريب عملية التبرع من المواطنين. كما يتطلع المركز الى إدخال نظام المعلوميات في تدبير الدم، وتجهيز جميع مراكز تحاقن الدم بالمغرب بتقنيات حديثة في مجال التحاليل، وتزويد كافة المستشفيات بمستودعات الدم، وصناعة الأدوية المستخلصة من الدم عوض استيرادها من الخارج، وتكوين المهنيين في مجال التبرع. ومن أجل الاحتفاء باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، قامت وزارة الصحة، عبر مختلف مراكز تحاقن الدم، بوضع برنامج يتضمن عدة تظاهرات تشمل التراب الوطني وذلك بهدف تشجيع ثقافة التبرع بالدم وتحسيس المواطنين بالحاجة بالتبرع المنتظم بسبب المدة القصيرة للمحافظة على مكونات الدم. وتهم هذه الأنشطة، على الخصوص، تنظيم يوم إعلامي حول التبرع بالدم على مستوى مراكز تحاقن الدم، وتوزيع الشهادات والميداليات على المتبرعين بالدم، ومنح جوائز لجمعيات المتبرعين بالدم، بالإضافة إلى تنظيم كرنفالين اثنين للتحسيس بالتبرع بالدم بكل من الرباط وبركان. وبالنظر إلى خصائص الدم التي يطالها التلف بشكل سريع، ولمواجهة نقص مادة الدم، أصبح من الضروري التنويه بالمتبرعين المنتظمين لضمان مخزون على المستوى الوطني يغطي سنة كاملة.