– غزلان اكزناي: في غمرة الوقع الاستعماري وبشاعة الأحداث التي توالت على المغرب، كان من العسير على كل صحفي ومثقف- سواء أنذاك أو في العهد الحديث- الحصول على مصادر ووثائق تؤرخ واقع الصحافة المغربية، بيد أن كتاب " رواد الصحافة الوطنية في طنجة على العهد الدولي 1947-1953 محمد قاسم الدكالي نموذجا مقاربة وثائقية" لمؤلفه ذ.عثمان بن شقرون، يعتبر من أهم الكتب التي أرخت لعهد كانت الصحافة المغربية والمحلية تعاني من اكراهات وهي في أوج نضالها ضد المستعمر. ومن خلال مبادرة لمجموعة أقلام طنجة التي احتفت بهذه القيمة الإعلامية المضافة للمكتبة المغربية، نأى الأستاذ بن شقرون إلى فترة عرف المغرب فيها وطأة الاستعمار بكل تجلياته وبقطفه لروؤس ثقافية وإعلامية أينعت بفكرها وعطاءها، بمعية كل من الإعلامي خالد الشطيبات، و ذ.سعيد اغزييل الذي ناب عنه محمد الغريش. و عن قراءته النقدية اعتبر الإعلامي خالد الشطيبات أن كتاب "رواد الصحافة الوطنية في طنجة" بالإضافة إلى قيمته العلمية و التاريخية فإنه منفتح على قراءات متعددة باعتباره مرجعا مهما للبحث والدراسة و التدقيق في تاريخ طنجة الإعلامي، وفضلا على التعرف على سيرة أحد رجالات الصحافة الوطنية إلا أنه يستنبت إشكالات عميقة تطرح نفسها اليوم بقوة على راهن الممارسة الإعلامية المغربية و الطنجية . و قال الباحث الإعلامي أن الكاتب استعرض عدة إشكالات من بين أبرزها السؤال المتعلق بالصحفي وفاعليته التاريخية اعتبارا لكونه ليس ناقلا للأخبار أو ناقلا للأراء فقط بل ينبغي النظر إلى وظيفته من أعالي الرسالة المجتمعية المكلف بها كمؤرخ وموثق للحظة تاريخية تقتضي تطورا في الخطاب الإعلامي و تمثلا لطبيعة علاقة الصحفي مع ماسكي السلط المعنوية و التجسيدية في تلك اللحظة. كما أشار خالد الشطيبات، أن هذا الكتاب يسائل من خلال النظر في مسيرة رائد الصحافة "محمد قاسم الدكالي" النموذج الصحفي المغربي والطنجي في ظل هشاشة الممارسة الاعلامية الحالية بالإضافة إلى سؤال الإهتمام بالظروف الإجتماعية للصحفيين بالنظر إلى أن هذا الرائد عاش فقيرا ومات فقيرا . هذا وقد أكد الباحث عثمان بن شقرون على تواضع عمله الذي يعد ثمرة لمجهود متواصل دام لسنوات من البحث و التقصي في تاريخ الإعلام المغربي وفترات تطوره الذي ليس إلا وجها من وجوه تطور المجتمع المغربي سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا، و من خلال مقاربته لهرمين، أولهما هرم الصحافة الوطنية، و ثانيهما أحد روادها الأستاذ محمد قاسم الدكالي، مشيرا إلى صعوبات واجهته تمثلت في غياب العديد من الشروط والإمكانات الموضوعية. و يعد عثمان بن شقرون من أهم الكتاب الطنجيين الذين تجاوزت أعمالهم حدود الجغرافية و حواجز اللغة، فبالإضافة إلى ممارسته الصحافة بكل أجناسها في منابر محلية و وطنية ترجم مجموعة من المقالات في علوم التربية، فضلا عن ترجمته لكتاب " منطقة طنجة الفريدة مظاهرها المختلفة و ما يمكن أن تصبح لو..." للكاتب و الصحفي الفرنسي فكتور فيرنيي، و كتاب "حكاية طنجة" لمؤلفه أحمد بروحو.