(شفشاون) - السعديد قدري (صور: زكرياء العشيري):ليست وحدها الصدفة من قادت السخرية الكاريكاتيرية لتتسلل بغثة إلى مدينة شفشاون، وليسوا وحدهم فنانو الكاريكاتير في المغرب وفي العالم من قادوا ريشتهم لترسو في ملتقى شفشاون، لكنه التاريخ والجمال والنخوة الشاونية التي تلامس السماء هي من لها الفضل اليوم في إعادة رسم معالم ملتقى سنوي كبر على ما يبدو وأضحى اليوم في أمس الحاجة إلى أن يكون، بل يصبح الأول عربيا ودوليا. رسومات كاريكاتورية تناولت الإدمان والتدخين والتلوث والشرطة والزواج والفيسبوك، موضوعات تبدو منفرة للوهلة الأولى، لكنها تحولت إلى مادة للفكاهة والضحك ممزوجة بالتوعية بريشة أكثر 35 رسما ساخرا لنحو56 فنان من المغرب في الملتقى الوطني السابع لفن الكاركاتور والإعلام . مدينة شفشاون وهي تحتضن هذه الدورة السابعة، أبت إلا أن تبث روح الحرية التي دأبت في شرايين شوارعها وأزقتها المتميزة معلنة أن تلك الحرية لن يكون لها طعم إلا باحتضان ريشات فنانين ورسامين أبدعوا لسنوات وأرادوا المزيد فكان الاختيار صوب تيمة " الكاريكاتير خطوط ترسم الحرية " ، وهو الاختيار الذي يحمل كل معاني مواصلة المزيد من التعابير وفق معالم تخرج من بوثقتها أشكال أخرى لكن هذه المرة بحرية كبرى وذاك مطمع هؤلاء الرسامين الذين حضروا للمدينة. دورة هذه السنة التي اختارت لجنتها المنظمة أن تعيد نبش تاريخ جريدة ساهمت في إيصال تلك الخطوط بطريقتها المعهودة قبل أن تختنق رئتيها ذات سنة معلنة توقف نبضات صفحاتها ويا ليتها بقيت ، دورة تحمل اسم جريدة "التقشاب" الجريدة التي أعلن بالشاون عن عودة نسخ منها لم تكن بالمئات ولا بالآلاف ولم توزع بأكشاك الشاون ولكن لرمزية الحدث اختار احد أعمدتها وهو الفنان والكاتب الساخر احمد مونتاج دك نسخة في يد وزير الاتصال مصطفى الخلفي الذي تلقف الرسالة بوضوح معلنا أن الكاريكاتير بالمغرب بألف خير. تكريم هذه المعلمة الإعلامية، و التي ساهمت في إرساء مبادئ الفن الساخر في المغرب، صاحبه تكريم آخر لكل من الإعلامي والكاتب عبد الصمد بنشريف، وبمعيته منح باب شفشاون كتذكار إلى تامر يوسف ذاك الفنان القادم من مصر وبالضبط من إحدى طوابق جريدة الأهرام.