– محسن الصمدي (صور زكرياء العشيري): "أزرق وأبيض" .. لونين غيرا مفهوم التشجيع لدى جماهير إتحاد طنجة، فمن خلالهما عبر الألاف من عشاق هذا الأخير عن حبهم ومساندتهم لفريقهم المفضل في السراء والضراء، وبهما زينت أرصفة الشوارع بالمدينة وواجهات المحلات وكذا هياكل السيارات إحتفالا بصعود النادي لقسم الأضواء. هذا المد الأزرق والأبيض، الذي إجتاح كل شيء في المدينة، لم يستثني حتى المنتوجات التقليدية التي حافظت لسنوات على شكلها ومضمونها القديم، حيث إختار مجموعة من الصناع التقليديين تخصيص جزء من منتوجاتهم للترويج لعلامة الفريق الطنجاوي، الذي حقق هذه السنة إنجازا ساهم في الرفع من أسهمه، وأوقد نار حب كانت قد خفتت من زمن بعيد بسبب الإنتكاسات. وشكل المعرض الجهوي للصناعة التقليدية، الذي تحتضنه مدينة طنجة في الفترة الممتدة بين 20 و 31 من شهر ماي الجاري، فرصة مواتية للصناع التقليديين من أجل إبراز موهبتهم ومدى تفننهم في تقديم ألوان المدينة بأبهى حلة، حيث إختار كل صانع طريقة مختلفة أظهر من خلالها تعلق الطنجاويين بفريقهم الأول. وأثار شعار الإتحاد الذي زين جنبات المعرض، إنتباه زوار هذا الأخير، حيث تجده منتشرا في كل مكان وفي مختلف المنتوجات، إبتداء من المنديل الجبلي التقليدي ومرورا ب "البلغة" والزرابي، إلى غاية الخشب والمنتوجات النباتية المصنوعة من القصب. شعارات فصيل "إلترا هيركوليس" أيضا حاضرة بقوة، حيث إختارت إحدى التعاونيات الخاصة بالنسيج، عنوان الأغنية المشهورة التي ترددت بكثرة في المدرجات خلال الموسم الجاري، "طنجاوي وراسي عالي" كزخرفة أعطت للمنديل الجبلي التقليدي طعما أخر وحلة جديدة. وأكدت رئيسة تعاونية الأمانة للدرازة الخاصة بالنسيج التقليدي، أن المنتوجات التي تزينها شعارات الفريق الطنجي تشهد إقبالا منقطع النظير، من طرف مختلف الفئات العمرية سواء من الكبار أو الشباب، وهو أمر جد مهم، بحيث ساهم في إستقطاب فئة لم تكن تهتم في السابق بهذا النوع من المنتوجات، التي تدخل في صميم الثرات المغربي. وأضافت رئيسة التعاونية التي تمثل جماعة خميس أنجرة (إقليم فحص أنجرة)، أن مثل هذه الأفكار التي تمزج بين ما هو تقليدي وعصري، هي التي تساهم في تطوير قطاع الصناعة التقليدية وإخراجه من السياق المعتاد إلى أشكال مختلفة وجديدة.