ما يحدث في مصر من إعدامات جماعية بالجملة أفقدني الرغبة في الكتابة.وأصابني بالغثيان ودفعني إلى التساءل عن معنى هذه الحياة وأبعاد هذه الأحداث غير العادية في التاريخ الحديث !! وخاصة إصدار حكم الإعدام على أول رئيس منتخب في تاريخ مصر.أمام صمت مريب لجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تطالب بوضع حد لعقوبة الإعدام خاصة العربية منها أما الغربية فقد أبانت أنها أكثر مصداقية وانسجاما مع مبادئها فصوتها المندد والمستنكر مازال يعلوا منذ الانقلاب الغاشم على الشرعية ,هذه الكلمة الأخيرة التي نسمع صداها يتردد في الرياض وإجماع زعماء وحكام العرب على إعادة الرئيس الشرعي إلى منصبه السيد هادي منصور وليس الرئيس المنتخب الدكتور مرسي ,في تناقض مريب وسكيزوفرينية غريبة أصابت العقل العربي في التعامل مع الأزمات,في نفس الوقت التي صدرت فيه الأحكام تم الإعلان عن سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على الرمادي واستيلائها على مبنى الإذاعة والتلفزيون.. أحاول فك بعض هذه الخيوط المتشابكة فأخرج بخلاصة أولية مفادها : أن هناك قوى عالمية كبرى تدعم خيار القوة المسلحة والعنف كخيار لا بديل عنه حل المشاكل والملفات الشائكة بين أبناء البلد الواحد عوض اللجوء إلى خيار الحوار وتقريب وجهات النظر وانتصار الجميع للمصلحة الوطنية وهذا ماكانت في طريق تأسيسه التجربة المصرية رغم مااعتراها في الطريق من عقبات سواء داخلية أو خارجية..كي تظل ممسكة لزمام الدول والشعوب متحكمة في مصائر الأمة..ناهبة لثرواتها وخيراتها مستفيدة من الأدمغة المهاجرة إليها بعد انسداد الأفق أمامها في بلدانها الاصلية. الخلاصة الثانية هي دفع الجماعات والأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية لتغيير استراتيجتها التي تنبني على السلمية والحوار وتبادل الافكار في إدارة دفة الاختلاف مع الاخر ودفعها إلى اللجوء إلى القوة المسلحة واعتماد السرية والاشتغال تحت الأقبية ونبذ الاخر.. والتساؤل الذي ساتركه مفتوح هو ماهي أبعاد هذه الاستراتيجية وانعكاساتها على الحالة السياسية في المنطقة العربية والإسلامية.?, وماهي الاستراتيجية المتخذة والأهداف المرحلية التي ينبغي على الأحزاب والجماعات الوطنية والإسلامية وضعها لمواجهة الاخطار المحدقة بالأمة من قبيل زرع الفتنة والبلبلة وخلق النزاعات الطائفية وإحياء نار الصراعات المذهبية بين أبناء نفس الحي والمدينة والدولة و الوطن, وماهو السبيل القويم لتقوية وتحصين الجبهة الداخلية؟