- السعيد قدري : في الوقت الذي لا يعول فيه كثيرا على الترتيبات الضعيفة لشركات الحراسة الخاصة بملعب طنجة الكبير وعناصرها الغير المتمرسين في مواكبة الجمهور داخل الملعب وخارجه، يخوض فريق امني متكامل يتكون من عناصر الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية معركة ضبط كل صغيرة وكبيرة من اجل إنجاح كل مباريات الفريق المحلي بالملعب . الترتيبات على مستوى ولاية الأمن بمدينة البوغاز، تبدأ أسبوعا قبل المباراة بعد توصل خلية الأمن بمراسلة من الجامعة يتم فيها تحديد موعد كل مقابلة، وحينئذ تتخذ الإجراءات إلى غاية يوم السبت حيث تتجاوز الخطة الأمنية المستوى الجغرافي حدود منطقة الزياتن من خلال التنسيق مع مختلف الدوائر الأمنية لتغطية كل المسالك التي يعبر منها الجمهور، وأيضا محطات حافلات النقل، وعموم الأماكن التي تعرف تجمعات للجمهور على مستوى السوق المحيط بالملعب على مقربة من العمارات السكنية. ولا تتوقف خطة الترتيبات الأمنية عند هذا الباب، بل تمتد إلى جوانب أخرى، تهم المحيط الجغرافي للملعب، حيث تم التنسيق مع عناصر الدرك الملكي الذين تنتهي مهمتهم بعد استقبال الفريق الضيف والجمهور الزائر القادم إلى متابعة فريقه بملعب طنجة. الإجراءات المتخذة لإنجاح كل مقابلات اتحاد طنجة لكرة القدم لا تنتهي مع اصطفاف أزيد من 150 عنصر امني في شوارع المدينة،بدءا من شارع مولاي إسماعيل وانتهاء بشارع مولاي رشيد حيث تمر الجماهير المتجهة لمركب طنجة. مصدر امني يقول بهذا الخصوص أن الخطة والإستراتيجية الأمنية يتم تقسمها إلى ثلاث مراحل زمنية، مرحلة ما قبل المباراة والتي تنطلق غالبا يومي الإثنين أو الثلاثاء من كل أسبوع ، حيث يتم التوصل بموعد المباراة وحينها يتم التنسيق مع أفراد من إلترات الفريق الطنجاوي، قبل أن يعهد لفرقة بتمشيط كل مرافق الملعب وجنباته وتعقب الأشخاص المتسللين وباعة التذاكر في السوق السوداء، فضلا عن فرق تفتيش للحيلولة دون تسرب الشهب النارية إلى المدرجات، وهذه الأخيرة محل نقاش دائم بين الأمن والجمهور من خلال عمليات تحسيس ترمي لوضع حد لهذه الظاهرة سيما بعد صدور قرار06/09 الذي يعاقب خلاله أي متورط في بيع الشهب أو استعمالها بعقوبات تصل إلى السجن. أما المرحلة الثانية فتنطلق في الساعة السابعة صباحا من يوم المقابلة بتوزيع العناصر على مختلف النقط، قبل فتح الأبواب على الساعة التاسعة كما يتم الاتفاق في الاجتماع التنظيمي، ويقرر أيضا تخصيص فرقة لتوجيه المتفرجين صوب مقاعدهم وخلية للحراسة عبر الكاميرات. وتم تقسيم الجهاز الأمني إلى قسمين، قسم خارجي وقسم داخلي، فالداخلي مهمته تدبير الأمن داخل الملعب، بينما الخارجي يهتم بالجمهور قبل دخول الملعب والخروج منه، على أن يمنع الجمهور ولوج المدرجات قبل انتهاء المباراة. وبتنسيق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومسؤولي الفريقين وإدارة ملعب طنجة الكبير والدوائر الأمنية، يتم ضبط التذاكر بشكل يمنع استنساخها، كما تم تخصيص فرقة لضبط ولوج الملعب وتدبير عملية مغادرة المدرجات بعد انتهاء المواجهة، على أن يقوم مراقبو «السدود» بتفحص التذاكر وعدم التساهل مع المتسللين، مع تخصيص فرقة خاصة تقوم بفض المنازعات وتحرير المحاضر في عين المكان، وفي حالة وجود جرائم مرتبطة بالمقابلة، فإن عناصر الشرطة القضائية المتواجدة في عين المكان تتدخل بشكل سريع انسجاما مع مضامين قانون الشغب، وعلى اثر ما سبق ذكره فقد نال الفريق الأمني الذي يشرف على مقابلات اتحاد طنجة ،العلامة الكاملة،بفضل المجهودات التي تقوم بها السلطات الأمنية في كل مقابلات الفريق داخل مدينة طنجة. وفي الوقت الذي ما تزال فيه ولاية امن طنجة تعيش خصاصا مهولا بخصوص نقص الموارد البشرية، تعتمد الأخيرة على وسائل لوجستيكية لتنظيم الحدث إضافة للوسائل المتوفر لمجلس المدينة وللولاية، هذه الوسائل تواكبها عملات اتخاذ بعض التدابير الوقائية لمنع الانفلات إلى الملعب بمنع دخول السيارات إلى بهو المركب، حيث تم الاتفاق على ولوج سيارات الفريق والصحافة وسيارات أخرى تعود للمكتب المسير للفريق الضيف إلى جانب حافلة النقل التلفزي وحافلتي الناديين المتباريين. وبخصوص مباريات فريق اتحاد طنجة لكرة القدم تقول مصادر أمنية انه يتم تخصيص أزيد من 1500 عنصر امني تواكب كل أسبوع الفريق والجمهور إلى غاية انتهاء أي مقابلة رسمية يجريها الفريق المجلي بملعب طنجة الكبير عمل ذؤوب ينطلق بداية كل أسبوع وتتكفل به خلية أمنية بولاية امن طنجة بتعاون مع قوى الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية بمدينة طنجة والتي تساير بدورها كل النقط المتعلقة بأي مقابلة يجريها الفريق . ترسانة من جنود الخفاء يبدؤون أولى تفاصيل تأمين المباريات بعد عودة الفريق من مبارياته خارج مدينة طنجة، إلى غاية يوم المقابلة، رجال الأمن والخلية المكلفة بتامين الفريق المحلي والفريق الضيف تبدأ مشوارها في ساعات مبكرة من يوم المقابلة، عناصر أمنية وبعد ساعات من انطلاق المباريات بملعب طنجة الكبير تعمل على مرافقة حافلة الفريق المحلي اتحاد طنجة إلى جانب مرافقة حافلة الفريق الضيف . ومن أمام إحدى الفنادق الكبرى بالمدينة يعكف فريق امني من رجال الأمن والقوات المساعدة على تيسير مسار الحافلة إلى حين دخولها لملعب طنجة الكبير كما يعكف فريق امني آخر على مواكبة حافلة الفريق الضيف حتى بعد انتهاء المقابلة ومغادرة الفريق الضيف في اتجاه كل مدينة. فريق امني مكون من خبراء في المجال يرصدون كل صغيرة وكبيرة انطلاقا من الملعب وعبر كاميرات وضعت لهذا الغرض الهدف تيسير إجراء المباريات في أجواء رياضية هامة .. فريق اتحاد طنجة ومنذ الدورات الأولى لهذا الموسم كان محل تشجيع متواصل من جمهور يعكف رجال الأمن وممثلي الايلترات على توفير كل الظروف المتميزة له لمتابعة كل المباريات، السيناريو يتم تكراره كل دورة إلى غاية نهاية الدوري المغربي والأكيد أن الإدارة العامة للأمن الوطني ستكون مطالبة في السنة المقبلة بتوفير كافة الموارد البشرية والمعدات اللوجيستيكية قصد إنجاح مباريات القسم الوطني الأول، والذي سيكون فريق اتحاد طنجة احد أنديته، مع العلم أن الفريق سكون محل متابعة كبيرة من خلال الديربي الشمالي بين الفريق الطنجاوي والمغرب التطواني، والذي سيكون الحدث الأكبر الذي ينتظره الجمهور المغربي والعالمي في السنوات القادمة والمحك الحقيقي لعناصر الأمن بمدينة البوغاز طنجة..