حسن البصري باشرت الدوائر الأمنية تحضيراتها لمباراة الديربي قبل أيام من المواجهة، وحضر ممثلو ولاية أمن الدارالبيضاء مختلف المحطات التنظيمية، أملا في بلوغ مبتغى الجميع وهو «ديربي بأقل المواجع»، كما عقدت مجموعة من الاجتماعات الرامية إلى تقليص حدة التوتر بين الفصائل المناصرة للفريقين، حيث دعا الأمنيون إلى الحد وفق مقاربة تشاركية من آفة الشغب عبر اعتماد قيم الروح الرياضية. وانحصرت سبل التدخل الأمني في مباراة الديربي على المحاور التالية، مع الاعتماد على كل المتدخلين في إنجاح الحدث الذي يتزامن مع ذكرى عيد المسيرة الخضراء. المحور البشري من المقرر أن يزيد عدد القوات الأمنية التي سيتم الاعتماد عليها في التدبير الأمني للمباراة، عن 4000 رجل أمن، من مختلف الفصائل الأمنية، كما تم تجنيد شرطة المرور لتقوم منذ مساء يوم الإثنين بعملية تمشيط واسعة بالاستعانة بعربات الجر، لمنع وقوف السيارات في الطرق والأزقة المؤدية إلى المركب الرياضي محمد الخامس، ورغم تزامن المباراة مع حدث المسيرة الخضراء الذي يتطلب استنفارا أمنيا في مواقع أخرى للحدث، إلا أن ولاية الأمن قد وضعت في الحسبان الاحتياجات البشرية للمباراة واستعانت بأفراد من الشرطة في طور التدريب لضمان التغطية اللازمة، فضلا عن الصقور وفرقة التدخل السريع المتنقلة، وفرقة القوات المساعدة المقيمة بثكنة بورنازيل. ومن المقرر أن ينضاف إلى هذه القوات العمومية حوالي 120 فردا من شركة كارا للحراسة الخصوصية وهي مؤسسة متعاقدة مع فرق الردجاء والوداد ثم الجيش الملكي. المحور الجغرافي اتخذت عدة ترتيبات على مستوى ولاية الأمن، من أجل جعل محيط مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء منطقة معزولة، لاسيما بعد أن تم الاتفاق على إجراء المباراة بشبابيك مغلقة، وتتجاوز الخطة الأمنية على المستوى الجغرافي حدود منطقة أنفا من خلال التنسيق مع مختلف الدوائر الأمنية لتغطية كل المسالك التي يعبر منها الجمهور، وأيضا محطات حافلات النقل، وعموم الأماكن التي تعرف تجمعات للجمهور على مستوى السوق الحيط بالملعب على مقربة من العمارات السكنية. ولا تتوقف خطة الترتيبات الأمنية عند هذا الباب، بل تمتد إلى جوانب أخرى، تهم المحيط الجغرافي للملعب، حيث دعي أصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق محلاتهم تحسبا لأي طارئ، كما سيصطف مئات عناصر الأمن في شارع أنفا والروافد المؤدية إلى الملعب فضلا عن فرق أمنية مرافقة للجمهور عند الدخول والخروج من المركب الرياضي. المحور الداخلي وتم تقسيم الخطة إلى ثلاث مراحل زمنية، مرحلة ما قبل المباراة والتي تنطلق مساء الإثنين، حيث سيقوم أفراد من إلترات الوداد والرجاء بوضع اللبنات الأولى لتصميم التيفو، ووزع رجال الأمن حوالي 60 جيلي على كل فصيل بعد التوصل بلائحة تتضمن أسماءهم وأرقام بطائقهم الوطنية، كما عهد لفرقة بتمشيط كل مرافق الملعب وجنباته وتعقب الأشخاص المتسللين وباعة التذاكر في السوق السوداء، فضلا عن فرق تفتيش للحيلولة دون تسرب الشهب النارية إلى المدرجات، أما المرحلة الثانية فتنطلق في الساعة السابعة صباحا بتوزيع العناصر على محتلف النقط، قبل فتح الأبواب على الساعة التاسعة كما تم الاتفاق في الاجتماع التنظيمي، وتقرر أيضا عدم استخدام الأبواب الالكترونية نظرا لعدم وجودها في المعابر المؤدية لمدرجات المركب الرياضي، كما خصصت فرقة لتوجيه المتفرجين صوب مقاعدهم وخلية للحراسة عبر الكاميرات. وتم تقسيم الجهاز الأمني إلى قسمين، قسم خارجي وقسم داخلي، فالداخلي مهمته تدبير الأمن داخل الملعب، بينما الخارجي يهتم بالجمهور قبل دخول الملعب والخروج منه، على أن يمنع الجمهور ولوج المدرجات قبل انتهاء المباراة. المحور التنظيمي بتنسيق مع الشركة المكلفة بتسويق المباراة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومسؤولي الوداد والرجاء وإدارة مركب محمد الخامس والدوائر الأمنية، تم ضبط التذاكر بشكل يمنع استنساخها، كما تم تخصيص فرقة لضبط ولوج الملعب وتدبير عملية مغادرة المدرجات بعد انتهاء المواجهة، على أن يقوم مراقبو «السدود» بتفحص التذاكر وعدم التساتهل مع المتسللين، مع تخصيص غرف للديمومة في مركب محمد الخامس تقوم بفض المنازعات وتحرير المحاضر في عين المكان، وفي حالة وجود جرائم مرتبطة بالديربي فإن عناصر الشرطة القضائية المتواجدة في عين المكان تتدخل بشكل سريع انسجاما مع مضامين قانون الشغب. المحور اللوجيستيكي اعتمد الجهاز الأمني على وسائله اللوجستيكية لتنظيم الحدث إضافة للوسائل المتوفر لمجلس مدينة الدارالبيضاء، وفضل المنظمون عدم استعمال الأبواب الإلكترونية خلال الديربي التي تم تثبيتها في مداخل مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، وتم الاتفاق على بعض التدابير الوقائية لمنع الانفلات إلى الملعب بمنع دخول السيارات إلى بهو المركب، حيث تم الاتفاق على ولوج 20 سيارة فقط 5 لكل فريق و15 لبقية الأطراف المنظمة، إضافة لحافلة النقل التلفزي وحافلتي الناديين المتباريين، كما وضع المجتمعون الخطوط العريضة للاجتماع التقني المقرر انعقاده الييوم الإثنين المقبل. إكراهات تنظيمية رصد المنظمون خمسة إكراهات تنظيمية، أبرزها موقع المركب الرياضي، وثانيها تجاذب العملية التنظيمية بين ثلاث أطراف وهي الرجاء والوداد ثم الجامعة، وثالثها الصراع القائم بين إلترات الوداد والتخوف من تأثيره على الديربي، رابعها عدم وجود أبواب إلكترونية تغطي جميع الأبواب، وخامسها تزامن المباراة مع عيد المسيرة الخضراء مما يتطلب تشتيت الجهود الأمنية بين أكثر من موقع للحدث.