– المختار الخمليشي: شوارع وأحياء خالية، ومحلات تجارية مغلقة، وسكون وهدوء يكسرهما صوت مرور سيارة بين الفينة والأخرى. هكذا بدت أغلب مناطق مدينة طنجة، صباح اليوم الأحد، الذي كان بداية اعتماد ساعة إضافية، إلى التوقيت القانوني للمملكة الموافق لتوقيت غرينتش. خلو شوارع وأحياء طنجة من الحركة صباح اليوم، ليس استثناء، بالنظر لكون هذا اليوم عطلة أسبوعية يفضل فيه سكان المدينة، إمضاء الفترة الصباحية داخل بيوتهم أو يقصدون فضاءات خضراء لممارسة الرياضة والترفيه. هذا ما يراه "خالد الودراسي"، صاحب محل بقالة في أحد الأحياء الشعبية، غير أنه يسجل وجود تأثير ملحوظ ل"الساعة الجديدة" على نشاط السكان، "عادة كايكونو الناس بداو يتسخرو في هاد الوقت"، يشرح الودراسي وهو يشير إلى عقارب الساعة التي تقترب من العاشرة والنصف صباحا. خلو العديد من الشوارع الرئيسية والأحياء المتواجدة في وسط المدينة خصوصا، لا ينطبق على بعض المرافق الأخرى، لا سيما الأسواق الشعبية، فيبدو أن الساعة الإضافية لم تؤثر كثيرا على الروتين الأسبوعي للكثير من الطنجاويين، الذين اعتادوا على القيام بالتبضع كل أسبوع من أجل تموين منازلهم بحاجياتهم الأسبوعية. في واحد من هذه الفضاءات، "سوق الرمل" المعروف أكثر عند الطنجاويين ب"البلاصا الجديدة"، لا يبدو أي تأثر لاعتماد الساعة الإضافية على نشاط التجار والمتبضعين على حد السواء. فمنذ ساعة مبكرة، كان العديد من سكان الأحياء المجاورة، قد حزموا "قففهم" وتوجهوا إلى السوق، حيث وجدوا في انتظارهم المحلات التجارية تعج بمختلف المعروضات التي يطلبها المتبضعون كل اسبوع. يختلف رأي سكان مدينة طنجة، حول اعتماد التوقيت الجديد كل سنة، فيبدو أن تكرار هذا الإجراء، لم يفلح في خلق قناعة لدى الجميع بأهميته، التي يفصح عنها المسؤولون الحكوميون، خاصة فيما يتعلق بتقليص الفارق الزمني بين المغرب وشركائه الاقتصاديين في أوروبا فضلا عما يحققه من اقتصاد في الطاقة. "كل عام كايتعاود نفس النقاش على هذا الموضوع، اللي يناسبه التوقيت الجديد يمشي عليه واللي ما يناسبه يدير اللي كايشوفو مناسب"، هكذا تعبر فدوى، مسؤولة بقسم الموارد البشرية لإحدى الشركات بالمنطقة الحرة لطنجة عن رأيها من النقاش الذي يتجدد كل سنة حول إضافة ستين دقيقة إلى التوقيت الرسمي، أما عن موقفها من هذا الإجراء فترى أنه لا يضر ولا ينفع، لذلك فإنها تتأقلم معه بسهولة تامة. من جانبه يرى عبد اللطيف، موظف بشركة خاصة في ميناء طنجة المتوسط، أن زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي، يعتبر فرصة للاستفادة من ساعة إضافية خارج العمل "فالصيف فيه ما يتعمل"، يقول عبد اللطيف الذي يستطرد أنه على الرغم من أن هذه الزيادة تقلص من ساعات النوم المعتادة في التوقيت العادي، لكن ذلك لا يمثل أي مشكل بالنسبة إليه. وفي الجانب المقابل لهذين الموقفين الإيجابيين من اعتماد الساعة الإضافية، وقفنا على واحد من الآراء غير المكترثة بهذا الإجراء الحكومي، ويتعلق الأمر ب"نجلاء" التي تؤكد أنها منذ أن توقفت عن العمل قبل ثلاث سنوات واضطرت للمكوث في البيت، لم يعد يهمها زيادة الساعة من عدمه، وتعبر عن هذا الموقف قائلة " أنا أصلا كانخلي الساعة كيف ما هي طوال العام"، لكن "نجلاء" تعترف أنها تضطر أحيانا إلى الاستسلام للأمر الواقع عندما يتعلق الأمر بموعد مع شخص تربطه التزامات إدارية او مهنية. أما طارق، وهو طالب جامعي بكلية الحقوق بطنجة فيعبر عن رأي في غاية السلبية ويبرر طارق موقفه بأن ساعات اليوم تمر في ظل توقيت "غرينتش + ساعة" في لمح البصر،"يلا تبغي تدير شي حاجة كاتلقا النهار داز، أما النعاس فلا هضرة عليه"، يقول طارق.