أيام قليلة تفصل عن تطبيق المرسوم الوزاري القاضي بإضافة ستين دقيقة إلى التوقيت الرسمي، وهو إجراء حكومي بات عاديا منذ أن قررت حكومة عباس الفاسي سنة 2008 القيام بهذه الزيادة. لكن الاستمرار في اعتماد توقيت غرينتش زائد ساعة كل سنة، يبدو أنه لم يفلح خلق قناعة لدى الجميع بأهمية هذا الإجراء الذي يرمي بالدرجة الأولى إلى التقليص من الفارق الزمني بين المغرب وشركائه الاقتصاديين في أوروبا فضلا عما يحققه من اقتصاد في الطاقة، حسب الدواعي التي يفصح عنها المسؤولون الحكوميون في كل مرة. في مدينة طنجة، كغيرها من المدن المغربية، يطفو الجدل بشكل حاد حول أهمية الساعة الإضافية من عدمها، "كل عام كايتعاود نفس النقاش على هذا الموضوع، اللي يناسبه التوقيت الجديد يمشي عليه واللي ما يناسبه يدير اللي كايشوفو مناسب"، هكذا تعبر فدوى، مسؤولة بقسم الموارد البشرية لإحدى الشركات بالمنطقة الحرة لطنجة، عن رأيها من النقاش الذي يتجدد كل سنة من إضافة ستين دقيقة إلى التوقيت الرسمي، أما عن موقفها من هذا الإجراء فترى أنه لا يضر ولا ينفع، لذلك فإنها تتأقلم معه بسهولة تامة. من جانبه يرى عبد اللطيف، موظف بشركة خاصة في ميناء طنجة المتوسط، أن زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي، يعتبر فرصة للاستفادة من ساعة إضافية خارج العمل "فالصيف فيه ما يتعمل"، يقول عبد اللطيف الذي يستطرد متحدثا ل"طنجة 24"، أنه على الرغم من أن هذه الزيادة تقلص من ساعات النوم المعتادة في التوقيت العادي، لكن ذلك لا يمثل أي مشكل بالنسبة إليه. وفي الجانب المقابل لهذين الموقفين الإيجابيين من اعتماد الساعة الإضافية، وقفنا على واحد من الآراء غير المكترثة بهذا الإجراء الحكومي، ويتعلق الأمر ب"نجلاء" التي تؤكد أنها منذ أن توقفت عن العمل قبل ثلاث سنوات واضطرت للمكوث في البيت، لم يعد يهمها زيادة الساعة من عدمه، وتعبر عن هذا الموقف قائلة " أنا أصلا كانخلي الساعة كيف ما هي طوال العام"، لكن "نجلاء" تعترف أنها تضطر أحيانا إلى الاستسلام للأمر الواقع عندما يتعلق الأمر بموعد مع شخص تربطه التزامات إدارية او مهنية. أما طارق، وهو طالب جامعي بكلية الحقوق بطنجة فيعبر عن رأي في غاية السلبية قائلا "الله يلعن بوه اللي جاب لينا هاد الزيادة كاع"، ويبرر طارق موقفه بأن ساعات اليوم تمر في ظل توقيت "غرينتش + ساعة" في لمح البصر،"يلا تبغي تدير شي حاجة كاتلقا النهار داز، أما النعاس فلا هضرة عليه"، يقول طارق.