بعيدا عن كل مبالغة او ثقة زائدة يبدو اننا في المغرب قد قطعنا أشواط طويلة على درب التنمية!! الطريق لا تزال طويلة حقا ولكننا في الطريق الصحيح. وانت تهم بالدخول الى حيث تدور فعاليات المنتدى يثيرك صراخ البعض ممن لا زال الطريق أمامهم غامضا والمستقبل مبهم، ولكن هذا لا يهم الصراخ يعيق السمع لكنه لا يحد من البصر و لا يقف في وجه النظر وبلغة الاعين نقول ان كلشي باين المشاريع الكبرى باينة والحفر حتى هي باينة !! الأحرار الذين يعيشون بحرية باينين والعبيد اسرى التحكم والتسلط والتجبر بائدين لن يعمروا طويلا.. بالامس في خيمة لإحدى المنظمات على هامش المنتدى الاجتماعي المنعقد بتونس العاصمة، كان الموضوع هو دور المجتمع المدني في التنمية، العشرات تناوبوا على أخذ الكلمة وكنت أنا احدهم. لنا أن نفخر بالمستوى الذي ابان عنه المغاربة المتدخلون... اما أنا فأحترت !! عن اي دور للمجتمع المدني يتحدثون ؟؟ أأُخبرهم انه في مدينة طنجة مثلا الجمعيات كانت ولا تزال شريكا في تنزيل مشروع بقيمة مليار دولار؟ ام أحدثهم عن الدستور الذي مأسس عمل المجتمع المدني ودعا الى احداث مجلس أعلى خاص به؟ ام تراني أعدد كم الحوارات الوطنية التي لا تكتمل الا ببصمة جمعيات المجتمع المدني؛ مشروع دستور 2011، ادماج المرأة في التنمية وأخيرا الحوار حول الإجهاض؟؟ ام ادع كل هذا واحدثهم عن #المبادرة_الوطنية_للتنمية_البشرية المبادرة التي تضع اموالا طائلة في يد الجمعيات لثقة الدولة بنجاعة معالجة جمعيات القرب لمشاكل الهشاشة والفقر !! الجمعيات هنا في ورطة بينما كاد المجتمع المدني عندنا ان يصبح سلطة !! أزمة المجتمع المدني هنا أزمة وصل؛ وصل الإيداع ونحن في المغرب بتنا قاب قوسين من زمان الوصل الذي ينشده لسان الدين في موشحه جادك الغيث. المجال الثقافي لمشروع #طنجة_الكبرى والذي سيكلّف 40 مليار كان كله مستوحى من مشاريع تقدمت بها الجمعيات العاملة في الميدان ؛ ترميم فيلا هاريس وإعادة هيكلة بيدري كاريس ؛ المسرح الكبير، ناهيك عن اغلب المشاريع الرياضية ( وما ادراك ما القرية الرياضية لوحدها كلفت 60 مليار ) و الحضرية والاقتصادية والاجتماعية .. يقولون ان أجمل شيء في النجاح هو الا تحس به، وذاك ما فعلت فكان تدخلي بالاضافة الى تعداد مناقبنا من باب "ان الله يحب ان تظهر اثر نعمه على عباده" كان في تدخلي دق لناقوس الخطر لان المبالغة في تقدير بعض الجمعيات تحولهم من مجتمع مدني الى مجطمع مدني !!