– المختار الخمليشي: توالت مؤشرات عزوف حاد ينتظر الانتخابات المقبلة سواء على الصعيد المحلي أو الوطني. فإضافة لما أبانت عنه عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية، من إقبال ضعيف من طرف المواطنين، انتهت هذه العملية إلى حصيلة هزيلة، تنبئ بعودة سيناريوهات العزوف التي سادت الساحة الانتخابية قبل فترة الحراك الشعبي والسياسي في المغرب. وموازاة مع عملية التسجيل في اللوائح الانتخابات، التي جرت إلى غاية يوم 19 فبراير الجاري، كانت نتيجة استقصاء رأي، أنجزته صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، على مدى أسبوعين، تتجه هي الأخرى لتزكي ضعف الإقبال الحاصل على هذه العملية، قبل أن ينتهي ليكشف عن نسبة فاقت 70 في المائة من زوار الموقع، عبروا عن عدم رغبتهم في المشاركة في الانتخابات المقبلة. واقترح هذا الاستطلاع، الذي تمحور حول سؤال "هل ستشارك في الانتخابات القادمة؟"، ثلاث خيارات على المشاركين، الذين بلغ عددهم 14055 مشارك، حيث اختار 70.12 في المائة منهم، يمثلون 9855 مشارك، الخيار الأول المتعلق بعدم المشاركة، بينما اختار 24.04 في المائة يمثلون 3379 مشارك، الخيار الثاني المتعلق باعتزام المشاركة. في الوقت الذي عبر 821 من المشاركين بنسبة 5.83 في المائة، عن احتمال مشاركتهم في الانتخابات. وفي قراءته لنتائج الاستطلاع، اعتبر الباحث في القانون العام، هشام المصابري، نسبة أكثر من 70 في المائة من العينة التي شملها الاستطلاع غير معنية بالتسجيل في اللوائح الانتخابية، تفيد أن هناك ظاهرة سياسية قائمة في البلد وهي ظاهرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات. ويوضح المصابري في تحليل ينشر كاملا في وقت لاحق، أن هذه النتيجة لم تكن مفاجئة، وإنما هي تعبير عن واقع سياسي قديم جديد، واقع يحتاج إلى تغيير يكرس روح التكامل والشراكة بين الدولة والفاعلين السياسيين والمجتمع المدني بدل الهيمنة والإقصاء، تغيير حقيقي شامل متوافق عليه لإخراج البلد من عبق الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وبلغ العدد الإجمالي للطلبات المقدمة خلال الفترة المخصصة للتسجيل في اللوائح الانتخابية العامة إلى غاية 19 فبراير 2015، ما مجموعه مليون و883 ألف و363 طلبا للتسجيل ونقل التسجيل. ضمنها 595 ألف و584 طلب تم تقديمها عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص باللوائح الانتخابية العامة، أي بنسبة تقارب 32 في المائة من مجموع الطلبات المودعة في إطار هذه العملية.