يا رسولَ الله، قد لا يوفق المرء في ذكر مَنَاقبك واستحضار مواقفك ضد أعداء الإسلام، ونقاء سريرتك، وحلمك في استدراج حسادك ومعذبيك، وحتى محتقريك، وحتى من جاهروك بالعداء،فلقد كنت دائما داعيا اللهَ لهم وليس عليهم، لعل اللهَ يخرج من أصْلاَ بِهم من يقول لا إله إلا الله محمدا رسول الله ، ويحمي الله بهم شوكة الإسلام والمسلمين . ولكن ما نحفظ به ماء وجوهنا تجاهك هو الصلاة عليك في كل وقت وحين، في صلواتنا، في أفراحنا وأتراحنا، في حركاتنا وسكناتنا. قيل في حقك كلام يدمي القلب ويبكي العين، نُعِتَ بأوصاف ،حاشا الله أن تليق بمقامك الشريف ،إلا أن الباري عز وجل اصطفاك عن خيرة الأخيار.وَوصْفُكَ في الذكر الحكيم أفحم كل ضال ، فأحب من أحب وكره من كره ،ذكرك في الأقطار شاع، واسم محمد تردد على كل فاه ، وحتى من كان يبغضك، ويسيء لسيرتك العطرة بعد أن هداه الله وانتمى لدائرة الإسلام والمسلمين، اختار لنفسه اسم محمد و أحمدَ، كعربون لمحبتك . يا حبيب الله، اسمك اقتحم كل الأوطان ، فلنا الشرف، يا من فضَله الله على كل المخلوقات حتى من الإنس والجان، أن تكون شفيعنا يومَ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . فلك منا هذه الكلمات كتعبير صادق لتشبثنا بسيرتك ،وكحق للرد على من تطاول على شرفك وعصمتك، فنحن فداك يا رسول الله. يا رسول الله يا من سكن الفؤاد يا من احتوى نوره الكيان ويا من بحلمه و جوده اعتلى ذكرك في المصحف وفي الآثار سما سيرتك العطرة تروي القلوب العطشى يا رسول الله فقهنا كلام الله بهمسك وقومنا سلوكنا بحركاتك وسكناتك فأضحت سنتك منهجنا فيا من بيده حياتنا ومماتنا اجعل قبورنا تجاور الحبيب محمدا وفي الفردوس اجمعنا به أبدا يا رسول الله بالجنة بشرت من اهتدى وبالرحمة إذا المذنب أذنبا يا رسول الله بنسيم روحك الزكية صرنا سكارى وما نحن بسكارى وبنور جمالك تقام لك الدنيا ولا تقعد يوم الفتح نلت المنى وفيه عفوت عن العدى لو كان بيننا الحبيب في زمننا المخيف لأفحم الغرب وما قالوه في حقه الكريم فيا مسيئا للنبي صيته في كل البقاع داع. يا رسول الله نسألك السماح عن كل تقصير أو نسيان. يا رسول الله سيرتك اليم في أحشائه الدرر من اغترف منه نجا ومن دنسها هوى فيك اجتمع الحسن والكمال وعن حبك سنسأل فمهما قيل ومهما دونا وملأنا الكتب والمجلدات في مدح خير الأنام، فلن نفيه حقه، لأن وصفنا لجماله ولنبل أخلاقه ،واستعراضنا لبطولاته في نصرة الإسلام والمسلمين ، وحكمته في تدبير أمور البلاد والعباد، ناهيك عن رحمته وشفاعته التي بها سنلقى الله، سيبقى عملنا معرضا للنقصان، لأن الفعل الإنساني مهما تحرى الدقة والموضوعية في الترجمة للشخصيات التاريخية، قد يعتريه الخطأ والنسيان والزيادة والنقصان ، ولكن حين يأتي ذكر هذا النبي الأعظم في الكتاب المقدس" القرآن الكريم "فهذا أمر لا يدع مجالا للشك في اعتبار كلام الله في حق نبيه اعترافا وشهادة ربانية لا تضاهيها شهادة ،ومنزلة لن يرقى إليها إلا سواه، فما عسانا أن نقول في حقك أكثر مما قاله بارك ، وفي نفس الوقت يدحض كل الأقاويل المزيفة التي دأب على ترديدها وتصويرها أصحاب القلوب المريضة، والتي بالمناسبة ارتأت في هذا الفعل الخسيس أن تحط من قيمته وتستهزئ بدينه ، إلا أن السحر انقلب على الساحر فزادته شعبية، وفتح الباب على مصراعيه ليتعرف الناس أكثر على هذه الرحمة المهداة، فطوبى لمن سلك منهجه ،وترجم سلوكه إلى ممارسة يومية، ومثله أحسن تمثيل في الداخل والخارج ، وهذا في حد ذاته انتصار له ولأمته . طنجة - توان - الرسول - شارلي - باريس