- محسن الصمدي: سعيا منها لتوحيد الجهود وتطوير البحث العلمي بالمدينة، وقعت كلية العلوم القانونية والإجتماعية والإقتصادية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، إتفاقية شراكة وتعاون مع المجلس العلمي المحلي، وذلك صباح اليوم الخميس بالملحقة الأولى للكلية، في إطار الملتقى الجهوي السادس للسيرة النبوية. وتهدف الإتفاقية التي وقعها كل من محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة طنجة ومحمد يحيا عميد كلية العلوم القانونية والإجتماعية والإقتصادية، دعم البحث العلمي وتطويره عبر تنظيم مجموعة من اللقاءات والندوات المشتركة، بالإضافة إلى إصدار عدد من المطبوعات بهذا الخصوص، وإجراء بعض المباريات التي ترمي لتحفيز الطلبة على بذل مجهودات أكثر في مجال البحث العلمي. ويأتي توقيع هذه الإتفاقية، تتويجا لندوة علمية نظمت في إطار فعاليات الملتقى الجهوي السادس للسيرة النبوية تحت عنوان "معالم الوسطية في التصرفات النبوية بمقتضى التشريع والإمامة"، والتي ناقشت مفهوم مبدأ الوسطية في الإسلام من مختلف الجوانب الفقهية والتطبيقية من خلال دراسة لبعض تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم وربطها ببعض الإشكالات العملية التي تواجه المسلمين وغيرهم. وأوضح مرزوق أيت الحاج، أستاذ بكلية الحقوق بطنجة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ مجموعة من القرارات بصفته إمام وولي أمر المسلمين، حيث كان يتوخى من خلالها درء بعض الخلافات والنزاعات التي من الممكن أن تنشب بينهم، لدى تعتبر السنة النبوية منهاجا يحقق التطلعات التي تسعى إليها الروح والجسد، وبها يتمكن الفرد والمجتمع من تجنب الفوضى والتعصب وكذا الإرهاب. وبخصوص وسطية الدين الإسلامي، أكد الأستاذ أحمد الجباري، في مداخلة له، أن هذه الصفة التي يتميز بها المنهج الإسلامي جعله وسطا في كل شيء، والرسالة المحمدية أكبر تجسد لذلك، حيث جعل هذا المبدأ المسلمين في المنتصف بين غلو النصارى وتساهل اليهود، وهي الحكمة من جعلها أخر الرسالات السماوية، فعلى الرغم من الأصوات المنادية في الوقت الحالي بتحرير المرأة والتساهل في بعض الأمور، إلا أن الدين الإسلامي واضح وصارم في هذه النقاط وذلك في سبيل تحقيق الوسطية. من جهته أبرز عبد الخالق أحمدون، أستاذ بكلية الحقوق بطنجة، أن تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم ونهجه للوسطية هو خير دليل ومنهج للقضاة منذ القدم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أكد في بعض الأحاديث أن الحكم الصادر من طرف القضاة يجب أن يكون مبنيا على الحجج والبراهين وان يأخذ بالظاهر لا بالباطن، فالأخير يعلمه الله وحده، وبهذا يتأكد أن السيرة النبوية كانت منذ الأزل منظمة لتصرفات المسلمين ومعاملاتهم. يذكر، أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار تخليد المجلس العلمي المحلي لمدينة طنجة ومعه المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يعد مناسبة سنوية لإستحضار مجموعة من القيم السامية التي جاءت بها سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.