بعد نجاح عملية إفراغ المتسول من حراسة المرمى بدون إراقة الدماء، و بتدخل شخص بإستعمال السلاح الأبيض عفوا "الزنبور" دخلنا في تسخينات إحمائية درءا لأي تمزق عضلي "زعما" على غرار ما كنا نرقبه أو يفعله شبان الحي، قبل إنطلاق مباريات دوري "البلايا" من تنظيم "خاي أحمد تشوكولاطي" كل صبيحة يوم الأحد. الساعة تشير إلى الرابعة عصرا، دقائق قبل إنطلاق مقابلة القرن، بين فريقي الإتحاد الرياضي لإبن أبار بقيادة العميد المتألق يوسف ضد إتحاد مرشان، سنكتشف أن الكرة فقدت كثيرا من وزنها. تركنا الفريقين بملابسهم الرياضية وعلى أهبة الاستعداد، وذهبنا في رحلة البحث عن "الريح" من عند بائع الحلوى بالقرب من مدرسة حفصة كان يدعى رشيد، ثمن سعر "الريح" مكتوب في لوحة معلقة بإحكام "درهم لكل كرة مع الأداء المسبق" تماما كثمن الفوطوكوبي. بجانب بيع "الرياح" كان رشيد بائع حلوى، لكنه يختلف عن الباعة الباقين "مالم تجده عند غيره تجده عند رشيد" بحيث كان بمثابة صيدلية الحراسة، إضافة للحلويات كان رشيد أول من إبتدع بدعة كراء الدراجات الهوائية. ثمن الجولة السياحية عفوا بالدراجة الهوائية، إذا لم تخني الذاكرة تتراوح بين ثلاث دراهم وخمسة دراهم، بحسب "جيبك" هو من يحدد الدورة أو طول الجولة متوسطة أم كبيرة، ولكن في غالب الأحيان كنا نؤدي ثمن الجولة الصغيرة ونقوم بجولة كبيرة، وعند التأخر والوقوف بين يدي خاي رشيد لاستفسار عن سر التأخر في الجولة المحددة مسبقا، يكون الجواب المعهود "سلسلسة طاحت" أخاي رشيد. كانت أولى تجاربي في السياقة عند رشيد قبالة مدرسة حفصة، قبل أن ينتقل بالقرب من ملعب مرشان، كما كانت أولى تجاربي في مداعبة الكرة بملعب الأشجار أو ما يعرف "بالكامبو د شجار" بحيث كانت منطقة مرشان عبارة عن منطقة رياضية عشوائية. مما بقي عالقا بذاكرتي كالزوجة المعلقة، من مغامرات سياقة الدراجات الهوائية، أننا كنا نشترك في ثمن كراء الدراجات الهوائية، وحصل ذات يوم ان إشتركتنا في جولة من قيمة خمسة دراهم، المهم قطعت نصف المسافة، وتنازلت للمشترك الثاني في حقه مما تبقى إلى حدود شريط الوصول "طاولة خاي رشيد". أثناء سياقة صديقي للدراجة حاولت أن أركب مرة ثانية، ولكنه فطن لخطتي، فبدأ يسرع ومع أنه كان يتذبذب في سياقته كالأعرج، باغتته سيارة مجنونة نجا منها بأعجوبة ليحضنه عمود كهربائي ...