– عصام الأحمدي: يستهل معتنقو الفكر الشيعي في مدينة طنجة، غدا الثلاثاء، إحياء مراسيم عاشوراء، من خلال تنظيم حسينية بأحد المنازل بوسط المدينة، إحياء لذكرى مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، قبل أربعة عشر قرنا، وفق معلومات متطابقة استطاعت صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، استيقاءها من مصادر متعددة. وحسب مصادر الصحيفة، فإن أتباع المذهب الشيعي في مدينة طنجة، قد اختاروا أحد المنازل بحي "ادرادب القديمة"، لإقامة شعائرهم الحسينية، التي ستكون الأكبر من نوعها، منذ أول ظهور لهم قبل سنوات، وذلك بحضور شيعة مغاربة مقيمين بعدد من الدول الأوروبية. وإلى حدود مساء أمس الأحد، تواصلت عمليات وضع اللمسات الأخيرة لتنظيم هذه الطقوس الحسينية، بالمنزل الذي سيحتضن الحفل، والمملوك لتاجر معروف في أحد أسواق المدينة العتيقة، كما تمت عمليات جمع تبرعات بشكل سري من طرف مواطنين مغاربة، يعتنقون المذهب الشيعي، من أجل تأمين المصاريف التي يتطلبها إحياء هذه الطقوس. ويقدر عدد الأشخاص المحتمل أن يحضروا طقوس هذه السنة، بالعشرات بالإضافة إلى تسعة من أعضاء اللجنة التنظيمية، الذين استطاعت صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، الحصول على لائحة تتضمن تفاصيل كاملة عن هوياتهم وأحوالهم المهنية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم تنظيم هذه الطقوس المخلدة لحادثة الطف الشهيرة سنة 60 من الهجرة، من طرف أتباع التيار الشيعي بمدينة طنجة، حيث عرفت السنة الماضية احتفالا مماثلا، جرت أنشطته وسط تكتم شديد من طرف المعنيين بالأمر، وهي نفس عادة أتباع هذا التيار الذين يحرصون سنويا على تنظيم أنشطتهم بعيدا عن الأضواء، تفاديا لأي صدام مع عموم الناس و السلطات الأمنية. وتحرص مختلف المنابر الإعلامية الناطقة باسم شيعة طنجة، على نهج أسلوب التكتم هذا، حيث لم يسبق لأي منبر إعلامي أن تطرق لوجود أي احتفالات خاصة للشيعة المغاربة، بينما سبق لقنوات تلفزية عراقية وإيرانية، أن أشارت في مناسبات سابقة إلى تخليد "شيعة آل البيت في المغرب لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام"، وذلك من خلال قصاصات ونشرات مقتضبة. ويصل عدد معتنقي الفكر الشيعي بطنجة، حسب معلومات أمنية، إلى قرابة 300 مواطن يؤمنون بمذهب الشيعة الإثنا عشرية، إلا أنهم يحرصون على عدم التصريح بمعتقداتهم لأسباب يغلب عليها الهاجس الأمني، بالنظر إلى أن المذهب المعتمد لدى ساكنة مدينة طنجة هو مذهب الإمام مالك أحد المذاهب الأربعة عند اتباع أهل السنة والجماعة.