: تواصل الأزمة الصحية بمدينة استفحالها يوما بعد آخر، حيث يعيش المستشفى الجهوي محمد الخامس، كارثة إنسانية من العيار الثقيل هذه الأيام، بسبب توقف إجراء العمليات الجراحية للمرضى، نتيجة النقص الرهيب في المعدات اللازمة للعمليات الجراحية. وتعيش غرفة العمليات بالمستشفى الجهوي، منذ أزيد من أربعة أشهر، حالة جمود كلي بسبب عدم استقبال أي مريض تستدعي حالته الصحة إجراء عمليات جراحية مستعجلة، حيث يخبره المسؤولون أن عليه التوجه إلى أقرب مصحة خاصة، للاستفادة من حقه في التطبيب. ويشكل توقف العمليات الجراحية الاعتيادية بمستشفى محمد الخامس، حالة متكررة بين الفينة والأخرى، لعدة أسباب، كان آخرها مثلا خلال اشهور الماضية، إعفاء أحد أطر التخدير بالمستشفى من مهامه، الأمر الذي تسبب في تعثر العشرات من العمليات الجراحية. كما يواجه طالبو العلاج بهذه المؤسسة الاستشفائية الأكبر من نوعها بجهة طنجةتطوان، حرمانا متكررا من الاستفادة من حقهم في هذه الخدمات، بسبب الأعطاب التي تلحق من وقت آخر تجهيزات مثل جهاز الفحص السكانير والمصعد الذي يربط مرافق المستشفى بقسم العمليات الاعتيادية والمستعجلة. ويعد استمرار توقف العمليات الجراحية بمستشفى محمد الخامس، من أولى بركات المندوب الجهوي الجديد لوزارة الصحة، محمد وهبي، الذي تم تعيينه في شهر يوليوز الماضي، بعد فترة قضاها مديرا لمستشفى سانية الرمل بتطوان، واتسمت فترة تسييره بالتخبط والعشوائية. وكان تعيين وهبي في منصب مندوب جهوي للصحة بطنجة، قد جعل العديد من المواطنين، يؤجلون آمالهم في تحسن قطاع الصحة بالمدينة حتى إشعار آخر، بالنظر إلى ما راكمه الرجل من اختلالات خلال فترة تسييره لمستشفى إقليمتطوان، الذي ظل يعرف وضعية كارثية، تسببت في سقوط العديد من ضحايا الإهمال من طرف الأطر الصحية، أو الأخطاء الطبية الكثيرة.