كاد مستشفى محمد الخامس بطنجة يعيش كارثة إنسانية أخرى عندما توقف مصعد المستشفى وبداخله مريض خرج للتو من غرفة العمليات وإلى جانبه بعض الممرضات. وقالت مصادر من داخل المستشفى ل«المساء» إن حالة اختناق شديدة أصابت المريض، إضافة إلى الممرضات اللواتي كن إلى جانبه بسبب مكوثهم أزيد من ساعة داخل المصعد في انتظار إصلاحه من قبل تقنيي المستشفى. وأكدت المصادر بأن مجموعة من العمليات، التي كانت مبرمجة أول أمس الاثنين، توقفت بسبب رفض الأطباء نقل مرضاهم إلى المركب الجراحي بواسطة حمالات شبيهة بتلك التي يستعملها رجال الوقاية المدينة. وتقول نفس المصادر إن المصعد الحالي يتم استعماله لنقل المرضى، وأيضا لنقل النفايات الطبية الخطيرة، إضافة إلى وجبات الأكل التي تقدم للمرضى داخل المستشفى، وهو ما استغربته مصادر طبية، ودعت إلى فتح تحقيق في هذا الأمر. وتسبب توقف المصعد في حدوث ارتباك كبير لدى الموظفين والممرضين والأطباء، الذين يتنقلون عبره إلى المصالح الطبية الأخرى الموجودة في الطوابق العليا لهذا المستشفى. وقالت مصادر مطلعة إن المستشفى كان يتوفر على مصعدين قبل أن يتعطل أحدهما، والذي لم يتم إصلاحه إلى اليوم، وظل المصعد الآخر يشتغل قبل أن يتوقف هو الآخر خلال الأسبوع الماضي. ويأتي حادث توقف المصعد في الوقت الذي لم تمض إلا أيام قليلة على عودة الأوكسجين إلى مستشفى محمد الخامس بعدما تسبب انقطاعه في حالة هلع وخوف كبيرين للمرضى، وكادت على إثره مريضة أن تفقد حياتها حينما كانت تخضع لعملية جراحية داخل المستشفى. وفي نفس السياق، لا يزال جهاز «السكانير» في مستشفى محمد الخامس يعاني من عطب، على الرغم من مرور عدة أسابيع على ذلك. وقالت مصادر طبية إن المئات من الراغبين في إجراء فحوصات عبر هذا الجهاز يضطرون إلى الذهاب إلى عيادات خاصة، في إشارة إلى أن العطب الذي يعاني منه هذا الجهاز قد يكون مرده إلى أياد خفية لها مصلحة في دفع المرضى نحو العيادات الخاصة. وتحول عطب جهاز «السكانير» إلى حكاية مثيرة يتداولها سكان المدينة، على اعتبار أن ذلك يحدث باستمرار ويتضرر منه آلاف المرضى، ليس في طنجة فقط، بل في عدد من المدن المجاورة، التي يقصد مرضاها طنجة لإجراء فحوصات، ورغم ذلك لم يتم إيجاد حل لهذه «الأعطاب الغامضة». كما لم تقم وزارة الصحة بإجراء أي تحقيق في ذلك.