مطار محمد الخامس يلغي أجهزة التفتيش عند مداخله سعيا إلى إنهاء الطوابير الطويلة    إطلاق كرسي الدراسات المغربية في جامعة القدس بفلسطين    أخبار الساحة    توقيف مواطنين من جنسية بولونية في طنجة يشكلان موضوع أمر أمريكي بإلقاء القبض    بنعزوز : جهود التلقيح ساهمت في تراجع إصابات الحصبة بالمغرب    طنجة تتصدر مدن الجهة في إحداث المقاولات خلال 2024    تحذير من حساب مزيف باسم رئيس الحكومة على منصة "إكس"    النيابة العامة تتابع حسناوي بانتحال صفة والتشهير ونشر ادعاءات كاذبة    أمن طنجة يحقق في واقعة تكسير زجاج سيارة نقل العمال    فعاليات مدنية بالقدس تثمن مبادرات الملك محمد السادس للتخفيف من معاناة الساكنة المقدسية خلال شهر رمضان    كسر الصيام" بالتمر والحليب… هل هي عادة صحية؟    ضمنها الحسيمة ووجدة.. حموشي يؤشر على تعيينات جديدة بمصالح الأمن الوطني    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    اليماني: شركات المحروقات تواصل جمع الأرباح الفاحشة والأسعار لم تتأثر بالانخفاض في السوق الدولية    "التقدم والاشتراكية": حكومة أخنوش "فاشلة" ومطبعة مع الفساد وتسعى لتكميم الأفواه    طقس الخميس: أمطار وثلوج ورياح قوية بمناطق متفرقة من المملكة    تسجيل 2481 إصابة ب "بوحمرون" خلال أسبوع والوزارة تتحدث عن انخفاض متواصل في حالات الإصابة    رجال حموشي يوقفون 16 شخصًا في عمليات مكثفة بالعيون    رئيس البرلمان العربي يشيد بمخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة    المغرب واسبانيا نحو تعزيز التعاون القانوني والقضائي لدعم تنظيم كأس العالم 2030    اختتام أسبوع الاحتفال بمهن السياحة 2025 بالتزامات ملموسة من أجل مستقبل السياحة المغربية    العثور على جثة شاب ملقاة على الأرض بجماعة إسنادة نواحي الحسيمة    تمارة: إحباط تهريب 4 أطنان من الشيرا    دورة مجلس جهة سوس ماسة.. مستوى رديء وغياب نقاش حقيقي    بورصة البيضاء تفتتح التداول بالأحمر    أبطال أوروبا.. قمة ألمانيا بين البايرن و ليفركوزن واختبار ل"PSG" أمام ليفربول    رئيس مجلس المنافسة يتجاهل "سخرية" أوزين ويرفضُ "المناوشات السياسية"    هذه أبرز تصريحات ترامب في خطابه أمام الكونغرس    مكملات غذائية تسبب أضرارًا صحية خطيرة: تحذير من الغرسنية الصمغية    ترامب يرفض المقترح العربي لإعادة إعمار قطاع غزة    الصين تعلن عن زيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 7,2 بالمائة للعام الثالث على التوالي    أبطال أوروبا.. دياز يحسم ديربي مدريد وصيباري يسقط أمام الأرسنال    المنتخب المغربي يدخل معسكرا إعداديا بدءا من 17 مارس تحضيرا لمواجهة النيجر وتنزانيا    حجز وإتلاف 1800 كيلوغرام من سمك الساندية في إطار مكافحة الصيد غير القانوني    ضحايا "البوليساريو" يفضحون من جنيف انتهاكات فظيعة في مخيمات تندوف    اجتماع بالحسيمة لمراقبة الأسعار ومعالجة شكايات المستهلكين    زيلينسكي يقترح هدنة للبدء في محادثات سلام ويقول إنه يريد تصحيح الأمور مع ترامب    بوريطة يوضح بشأن مستقبل قطاع غزة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الأربعاء    دياز يقود ريال للفوز 2-1 على أتليتيكو في رابطة الأبطال الأوروبية    "البام" يطلق "جيل 2030" لدمج الشباب في السياسة قبل "المونديال"    بوريطة يجدد التأكيد على الدعم الدائم لجلالة الملك لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة    دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.. أرسنال يتفوق بنتيجة عريضة على إيندهوفن (7-1) ويضمن بنسبة كبيرة تأهله إلى الربع    دوري أبطال أوروبا لكرة القدم .. ليل يعود بتعادل ثمين من ميدان دورتموند    موقف واضح يعكس احترافية الكرة المغربية وتركيزها على الميدان بدل الجدل    بطمة تعود بحفل فني بالبيضاء    عمرو خالد يكشف "ثلاثية الحماية" من خداع النفس لبلوغ الطمأنينة الروحية    "شفت أمك بغا طول معنا".. جبرون: التلفزة تمرر عبارات وقيما مثيرة للاشمئزاز ولا تمثل أخلاق المغاربة    وزارة الثقافة تطلق برنامج دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    التفوق الأمريكي وفرضية التخلي على الأوروبيين .. هل المغرب محقا في تفضيله الحليف الأمريكي؟    "مرحبا يا رمضان" أنشودة دينية لحفيظ الدوزي    مسلسل معاوية التاريخي يترنح بين المنع والانتقاد خلال العرض الرمضاني    القناة الثانية (2M) تتصدر نسب المشاهدة في أول أيام رمضان    الإفراط في تناول السكر والملح يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    المياه الراكدة    









ملامسة ومقاربة للسؤال الثقافي بالمغرب

هل يشكل إحداث المؤسسة الوطنية للمتاحف بداية العد العكسي لتفكيك وزارة الثقافة ؟ لماذا يتم القفز على دورها في تأهيل النسيج العمراني بالمدن العتيقة من طرف جهات تغلب المنطق التقني والأمني في التعامل مع قضايا التراث ؟ لماذا عجزت الوزارة على تقوية الحركة المسرحية والإبداع الموسيقي ( توثيقا وإنتاجا ) ؟ لماذا غيبت الأحزاب السياسية وهيأت المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية الشرط الثقافي كقاعدة أساسية في تحديث ودمقرطة المجتمع ؟ لماذا تتحمل الوزارة مسؤولية تراجع القراءة العمومية في حين تظل مؤسسات أخرى مسؤولة وبشكل مباشر على ذلك كالتربية الوطنية و قطاع الشباب و الأوقاف والشؤون الإسلامية والتعاون الوطني والشؤون الإجتماعية ؟ لماذا أقبرت المجالس العليا للثقافة ؟ ولماذا لم تفعل الندوات الوطنية حول الثقافة واللامركزية والتعليم الموسيقي ؟ ولماذا توقفت عملية التنسيق الثقافي مع الجماعات الترابية ؟ ألم يان الآوان لصياغة ميثاق وطني للمسألة الثقافية بالمغرب تشارك فيه كل الأطراف ، هل المجتمع المدني قادر على الإسهام الفعلي في النقاش حول الشأن الثقافي وإخراجه من الخلط والضبابية ؟
شكل السؤال الثقافي صلب النقاش القاعدي الذي طرحته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في قراءتها وتحليلها وبنائها التنظيمي ، واستحضرت في مختلف بياناتها وأيامها الدراسية سيمات القلق والإرتباك اللذين يتسم بهما مشهدنا الثقافي وخاصة جانبه المؤسساتي ، هذا الجنوح نحو التفكير الجدي في جوهر إشكالية تناول الفعل الثقافي من زواياه المتعددة ومن مواقع مختلفة نقابيا وسياسيا وعند جمهور المثقفين أملته عملية التفكيك الميكانيكي والتقسيم التعسفي للمسألة الثقافية بين وجهات نظر متعددة غير قادرة على فهم وإدراك الأدوار التي تلعبها الثقافة داخل المجتمع ، هذا التضارب ساهمت فيه عوامل كثيرة كان لكل منها مقاربة معينة ، فالمؤسسة الرسمية ( وزارة الثقافة ) المنوط بها القيام بعملية التأطير والتدخل وفق مجالات تخصصها وحجم إمكاناتها وترساناتها القانونية والبشرية لم تستطع بعد مرور أربعة عقود على إنشائها على صياغة السؤال المركزي حول دورها الحقيقي وحدود إشتغالها مع أننا نؤمن عمليا أنها لا تؤطر إلا الجزء اليسير من القضايا الثقافية الوطنية وحتى لا نحملها ما لا طاقة لها به فإن الجزء الأخر يدبر من طرف جهات أخرى تتناوله بمفاهيم وحمولات خاصة ، وهنا لابد أن نعرج وبشكل مقتضب على تلك النقاشات التي فتحتها وزارة الثقافة مع بداية التسعينيات من القرن الماضي كالمناظرات الوطنية حول الثقافة واللامركزية والإبداع الموسيقي والمسرح الإحترافي والمجالس العليا للثقافة وغيرها من الأفكار التي كان من الممكن أن تشكل في تلك المرحلة بداية فتح نقاش حول المسألة الثقافية ولكن المقاربات الخاصة بكل طرف دولة و مجتمع مدني وأحزاب سياسية أجلت النقاش الحقيقي حول هذا الموضوع .
فالامتداد الجغرافي للمغرب واتساع رقعة مكوناته الثقافية وبصمات ثقل الزمن السياسي للدولة المغربية منذ تأسيسها في عهد الأدارسة إلى يومنا هذا يجعل السؤال الثقافي يتجاوز تلك البناية المترامية في زنقة غاندي بالرباط الغير القادرة على فهم مكانيزمات أدوارها الحقيقية .
إن تحديث ودمقرطة المجتمع شرطان متلازمان في فك شفرة المسألة الثقافية وبدونهما يبقي أي نقاش خارج السياق إن لم يستوعب الفعل الثقافي في تجلياته وتشكلا ته المتعددة ضمن إطار شمولي يجعل من الإنسان المواطن المتجانس مع عمقه الحضاري وهويته المتماسكة وانفتاحه على مختلف أشكال الحضارات التي عرفها المغرب القاطرة الرئيسية في التحول المجتمعي المنشود نحو الديمقراطية والتنمية الاقتصادية ومن هنا يتضح لنا ضعف وقصر دور وزارة الثقافة في تلمس موقع السؤال الثقافي في صلب عملية الإنتقال الديمقراطي .
كما أن تهميش النقاشات الإجابية التي صاغتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قطاع الثقافة في بياناتها ونضالاتها تجعل من المسألة الثقافية شأن وطني ينبغي أن يفتح حوله نقاش لصياغة سؤال المرحلة ( أي ثقافة نريد ) بدل سياسة الهروب إلى الأمام والتي كان من محصلاتها إفلاس على مستوى التدبير والرؤية .
ولابد هنا أن نسجل وبشكل إجابي تنامي النقاش في تناول المسألة الثقافية بشكلها التوصيفي في حين يضل جوهر السؤال الثقافي معلق ولا أحد يملك القدرة على فك شفرته لأن الموضوع لايهم عينة بداتها بل يخص مراكز البحث والسوسيولجيين والتاريخانيين وعلماء النفس لتأطير وتحديد ماهية السؤال الثقافي ومراميه قبل الخوض في توصيفه وبالتالي قد يبدوا من وجهة نظر المهتمين بقضايا التراث والباحثين فيه وعلماء الإجتماع أن القاعدة الأساسية لبداية تلمس الفعل الثقافي تبدأ من دراسة التراث بصفة عامة المادي والغير المادي ، لكن هذا الشرط في عمقه يبقى أساسيا لأنه لايمكن أن نبني قراءة سليمة للمسألة الثقافية دون أن يحظر أمامنا الثقل الزمني بكل دلالاته ومحطاته ومنعطفاته .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.